وطن برس / جبار بچاي

هم نخبة شبابية بتخصصات مختلفة ومن مناطق مختلفة من العراق جمعتهم مواقع التواصل الاجتماعي فشكلوا فيما بينهم مجموعة وأنشأوا لهم صفحة في الفيسبوك للتعريف بأنفسهم والترويج لأنشطتهم وفعالياتهم التي تهدف الى التعريف بالمناطق السياحية والتاريخية والأثرية والأماكن الاخرى في عموم مناطق البلاد  من الشمال الى الجنوب بعد القيام بجولات ميدانية لتلك المناطق وتوثيق معالمها وطرحها أمام المتابعين كي يطلعوا بصورة أدق عن تلك المناطق والمعالم .

ومن أجل تسليط الضوء على هذه المجموعة والتعريف بمهامها وأهدافها التقت ” وطن برس “ مسؤول هذه المجموعة الشبابية السيد أحمد عودة وأجرت معه الحوار التالي :

متى تأسست مجموعة وين وماهي أهدافها ؟ ماذا تعني وين ؟

ــ تأسست صفحة (وين) في رمضان عام 2019، فمنذ زمن كنا نرى الكثير من المناطق الجميلة في البلد لكن للاسف لم يسلط عليها الضوء إعلاميا أو انها مهملة وهذا حال أغلب المرافق السياحية والاثرية الموجودة في البلد لذا قررنا نحن مجموعة شباب لا يتجاوز عددنا خمسة افراد نزور أغلب هذه الاماكن بجهود ذاتية و ننسق في سبيل نصل لمناطق جديدة لم يعرف عنها أحد  وننشر صور هذه الاماكن في تطبيقات التواصل الاجتماعي ونعد عنها تقارير مفصلة عن وضع المنطقة او المعلم الجغرافي المقصود ، طبيعة السكان لتلك المنطقة ، الزي الاكلات  المميزة فيها ان وجدت وغير ذلك من التفاصيل الاخرى التي هي في الغالب غائبة عن غالبية العراقيين.

وأضاف ” في بادئ الامر  كنا نعتمد التصوير عبر الموبايل من ثم تطور العمل في التصوير ايضا بعد ما اشترينا كاميرا وبدأنا نطور الامكانيات في فن التصوير الفوتوغرافي عبر مشاهدة دروس التصوير في اليوتيوب والحمد لله نجحنا واستطعنا أن نقدم مجموعة كبيرة من الصور الجميلة عن الاماكن التي نزورها في جميع المحافظات.”

وتابع يقول ” استطعنا خلال مدة ليست بالكثيرة ايصال فكرتنا وتحقيق جزء من هدفنا ونقدم شيء للبلد أولا وللناس ثانيا ونغير نمط السفرات المقتصرة على اماكن محددة ونحن نفتخر بهذا العمل وفي مقبل الايام لدينا خطة لتطوير العمل وكذلك اكثر وزيارة اماكن أكثر وذات خصوصية متفردة ربما لم يسبقنا أحد في الوصول لها .”

وعن الهدف من ذلك كله يقول “نحن نعمل بقدر الامكان وبمجهود ذاتي مقتصر على عدة افراد نسلط الضوء على اماكن البلد الجميلة الطبيعية والاثرية العريقة والتراثية ونشجع ونحث المواطنين على زيارتها والاطلاع عليها ويتعرفون على بلدهم اكثر بدل السفر للبلدان وفي نفس الوقت نكون صوت ووسيلة ضغط على الجهات المعنية لكي تهتم بهكذا اماكن رائعة وعريقة وقطاعات مهمة اقتصادية للبلد ممكن تغني عن الاعتماد على النفط خصوصا بعد الازمة وهبوط اسعار البترول عالميا.”

وايضا نُظهر البلد بصورة جميلة لان بلدنا فعلا جميل وذو تركيبة اجتماعية وثقافية وطبيعية فريدة بدل الصور السوداوية المرسومة عن العراق في الاعلام، في الواقع اكتشفنا أشياء جميلة ومناطق أجمل وعادات وتقاليد عن العراقيين يتميزون بها عن غيرهم من شعوب الارض.”

ويمضي أحمد عودة الحاصل على شهادة البكالوريوس في الاعلام في حديثه الى ” وطن برس : قائلاً: “عندما كنا في بادئ الامر نزور بعض المناطق وننشر صور المكان المقصود قبل انشاء الصفحة كثير من الناس تسأل (وين هذا المكان) وعندما تولدت لدينا فكرة انشاء صفحة مهتمة بأمور السياحة ومعالم البلد طُرحت كثير من الافكار بشأن اختيار اسم الصفحة اخيرا تم الاتفاق على اختيار اسم (وين) لأنه اكثر كلمة او سؤال كان يطرح علينا أو واجهنا، اي ان اسم الصفحة هو سؤال عن الاماكن التي نزورها وبدورنا نجيب عن السؤال ونشرح قصته وظروف زيارته.”

وعن فكرة اختيار فكرة (لوكو) الصفحة قال “كثير من الناس سألتنا عنه لماذا هذا (اللوكو) الذي هو عبارة عن رسم كارتوني لسيارة (فولكس واكن ) تحمل حقائب سفر تشجيع على السياحة والسفر الداخلية حصرا لان الذي يسافر داخل العراق غالبا ما يكون سفره بالسيارة لهذا اخترنا كوكو سيارة جذاب برسم بسيط خالي من التعقيد بالنسبة للمتلقي وسهل الفهم .”

من هم أعضاء المجموعة ، ماهي تخصصاتهم ؟

ــ  كادر (وين) لا يتجاوز عدد افرادهم خمسة اشخاص مقسمين بين ادارة الصفحة والرد على الاسئلة والتعليقات والنشر في مواقع التواصل الاجتماعي وبين مصور ومنسق ومونتير وكلهم حاصلين على شهادة البكالوريوس في تخصصات مختلفة، لكن ما يجمعهم هو هدف واحد وهو العراق وكيفية اظهار معالمه بصورة تليق به و بحضارته.

ماهي خطط وبرامج وأهداف مجموعة وين ؟

يجيب السيد أحمد عودة  ” كما اسلفنا ان هدفنا هو اظهار البلد ومعالمه بصورة جميلة وحث الناس على زيارتها تشجيعا للسياحة المحلية التي هي احد الروافد الاقتصادية المهمة لكثير من البلدان وجعل المواطنين يتعرفون أكثر على بلدهم العراق ومناطقه وجغرافيته المتنوعة وتاريخه العريق  ، نحن لدينا جدول بالأماكن التي نعتزم زيارتها ودائمي البحث في العثور على اماكن جديدة سواء من الناس او السوشال ميديا او البحث والقراءة في التاريخ اذ تتم زيارة المكان المقصود بعد التنسيق وتجهيز كافة المستلزمات من تصوير ونقل ودليل اذا كنا نحتاج الى شخص من المنطقة المقصودة وامور لوجستية اخرى.”

ماذا حققتم حتى الأن ؟

ــ  استطعنا حتى الآن زيارة اكثر من 600 موقع ما بين طبيعي و اثري بمختلف المحافظات من الشمال الى الجنوب وما نخفي بعض الاماكن كان صعب الوصول اليها وبعضها نتحمل مخاطرة في سبيل نكمل التقرير عن المكان الذي نقصده  بعد مطالبات وضغط من المتابعين في الصفحة بهدف تنظيم سفرات لهم لزيارة المناطق التي زرناها سابقا لكي يطلعوا هم بانفسهم عليها، بدأنا حديثا بتنظيم سفرات للمواطنين لتعريفهم بها ونهيئ لهم كافة مستلزمات السفر ويرافقهم الفريق لشرح التفاصيل والمعلومات عن المكان المقصود  ولدينا خطط ايضا لتطوير العمل اكثر.”

وعن مدى تعاون أو تقبل المجتمع لعمل أو فكرة مجموعة ( وين ) يقول عضو المجموعة حسام محمد  “هناك تقبل كبير لفكرتنا وتشجيع وفرحة من المواطنين لهكذا نشاط شبابي هدفه اظهار ما هو ايجابي عن العراق وتاريخه وحضارته العريقة التي تمتد لآلاف السنين، ومطالبات ايضا بتطوير المشروع. لكن بعض الامور التطويرية تحتاج لدعم مادي نحن غير قادرين على ذلك ونعمل بما هو متوفر ومتاح كما اننا نرفض الدعم من أي جهة كانت ومهما كانت تلك الجهة لان هدفنا وطني خالص .” 

هل مررتم بمواقف صعبة أو محرجة مثلا ، ماهي تلك المواقف وكيف تم تجاوزها ؟

يقول حسام ” من المؤكد ان السفر ولمثل جولاتنا تحصل فيه الكثير من المواقف الصعبة والمحرجة والخطرة ايضا نذكر منها مثلا كنا في رحلة تخييم على الحدود العراقية الايرانية في منطقة شبه صحراوية اجرينا رحلة لمعايشة البدو الرحل لمدة يوم كامل عند الليل وفي ظلام حالك لان المنطقة بعيدة عن التلوث الضوئي ولم نود ان نشعل اي انارة لكي نجرب العيش مع حياة البدو بالضبط سمعنا حركة خفيفة في اواني الطعام واذ بنا نتفاجأ بوجود عقرب في الطعام وايضا في رحلة اخرى تعطلت بنا السيارة في مكان مقطوع تماما وشبه صحراوي ما اضطرنا لطلب المساعدة من السيارات المارة لسحب سياراتنا لأقرب مكان يمكن ان نحصل فيه سيارة انقاذ (كرين) ورحلات اخرى كثيرة تعرضنا فيها للإصابة الجسدية نتيجة لتسلق جبل او المشي لمسافات جدا طويلة لعدم توفر طريق يمكن للسيارة ان تمر فيه.”

يبقى لدينا الامل والتطلع لفعل كل شيء يصب في مصلحة بلدنا وتاريخه المشرف ولخدمة المواطنين ونأمل ان تلتفت الجهات المعنية سواء وزارة السياحة والثقافة والآثار او هيئة السياحة لهذه المعالم وما تعانيه من اهمال فظيع لكي تطوره وتحافظ عليه من الضياع والسرقة، لان ما رأيناه من اهمال خلال زياراتنا للمعالم السياحية كبير جدا، كما ان الالتفات لهذه المعالم وتطويرها سيدر على البلد اموال جيدة تسهم في تطوير اقتصاده وتوفر فرص عمل لكثير من الشباب وتقلل من خروج العملة الصعبة الى الخارج التي يحتاجها البلد في هذه الظروف الاقتصادية.