وطن برس أونلاين

جريدة عربية مستقلة

مقالات

((  لنتأمل أخطاءنا ونصحّحها ..؟! ))

عبدالسادة البصري
قبل ايام رحل عنّا عامٌ مليءٌ بالأحداث الحزينة ، وربما السعيدة ، لكنّه الزمن ، ولابدَّ أن نسير معه مرغمين على احتسابه من أعمارنا شئنا أم أبينا !!
عام جثم على صدورنا بثقل وبائه ، مضيفاً إلى جلمود الفساد الجاثم منذ سنوات ، الذي أكلت سوسته الأخضر واليابس !!
الوباء الذي أوقف حركة العالم كلّه ، وفضح الفاسدين والمقصّرين ، كما كشف قناع الرأسمالية وكذبتها الكبرى !!
الوباء الذي جعل من الغني والفقير يواجهان مصيراً واحداً ، ولو عرف الغني ذلك جيدا لسعى في عمل الخير وكسب المال الحلال  !!
الوباء الذي كشف المستور ، وأظهر حجم الفساد المستشري في كل  مفاصل بلادنا الغنيّة بكل شيء ، والتي سعى الفاسدون لإفقارها وجعلها تستجدي من بلدان كانت تنظر إلينا بعين الحسد والغيرة لما نملك من ثروات !!
الوباء الذي أوقف الكون  جامداً ، وجعل من الكرة الأرضية ساكنةً تترقب ما ستأتي به الأيام !!
لكننا تحمّلناه بصبرنا وجَلَدنا وأملنا ، ولأن صبرنا أكبر من كل شيء ، وتمسّكنا بالحياة لا تحدّه أي حدود ،
ومحبتنا للجمال وصناعته تفوق كل شيء انتصرنا عليه !!
لأننا إنسانيون نسعى إلى المحبة والجمال وإنسانية الإنسان ، تمسّكنا بالحياة وتغلّبنا على الوباء ، رغم فقر مستشفياتنا وقلّتها ، ولا مبالاة حكوماتنا في السعي إلى تطويرها ، مثلما أهملت الفقراء وذوي الدخل المحدود بعدم التفكير بهم وبمعيشتهم وحياتهم !!
الوباء وما كشفه أمام أنظار العالم بعد أن أزاح الأقنعة ورفع الحُجُب والستائر ومزّق الأغشية والبراقع جعلنا أمام حقيقة لابدّ من الوقوف عندها وتأملها جيداً !!
إنها أخطاؤنا ــ اقصد ساسة البلد ــ ولا مبالاتنا وهفواتنا ودناءة نفوسنا وموت ضمائرنا وتشتت عقولنا وأمراض نفوسنا جميعا ، وبكل جانب من جوانب حياتنا!!
هل انتبهنا لها ذات يوم ؟! وهل فكّرنا أو تأملنا هذه الجوانب لنبني نفوسنا أولاً ثم نبني البلد ؟!
بالتأكيد لا ، وألف لا ، لأننا لو تأملنا حياتنا وأخطاءنا وكل ما يمرّ علينا كل يوم ، لما وقعنا بهكذا أخطاء وأفسدنا كل شيء !!
بلدٌ ذو ثروات هائلة تفتقر لها بلدان كثيرة ، لم نعرف كيفية استغلالها واستثمارها ، بل نهبناها لمصالحنا ومطامعنا  ما أوقعنا في مزالق كثيرة ، جعل الناس تتذمّر منّا ، ومن فسادنا وخربطتنا وما آلت إليه أمور البلاد والعباد !!
إذا أردنا أن نبني بلداً متطوّراً كما البلدان التي تسعى إلى التطوّر والعمران يوما بعد آخر لتكون قبلة الأنظار والنفوس ، علينا أن نتعلّم من أخطائنا ، نؤشرها بكل صراحة وصدق وإخلاص أمام نفوسنا أولاً ، ثم أمام الناس ثانياً ، والاعتراف بالخطأ فضيلة كما نعرف ، لماذا لا نسعى إلى هذه الفضيلة المثلى ، ونحن ندّعيها ونتبجح بها في كل وقت !!
أخطاؤنا حينما نؤشرها ونسعى لتصحيحها نكون إنسانيين حقيقيين بانتمائنا للناس والوطن !!!!

اترك ردا

Developed and designed by Websites Builder Ph:0449 146 961