المصدر / أذاعة SBS
حث الجندي السابق براد كوبلين الأستراليين على تذكُّر الجنود السابقين الذين ما زالوا بحاجة إلى المساعدة، وعدم نسيان تضحيات الجنود الذين قضوا دفاعاً عن القيم الأسترالية.
وقد خدم براد كوبلين في الجيش الأسترالي لمدة 24 عامًا، بدأها وهو لا يزال في السابعة عشرة من عمره حين تم تجنيده في فرقة المشاة. لكنه اضطر إلى التقاعد لأسباب طبية في كانون الأول/ديسمبر 2011.
عمل كوبلين، وهو ضابط متقاعد، في عمليات الانتشار العسكري في جزر سليمان وأفغانستان ويعاني الآن من اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD).
وقال “عندما أذهب إلى مقهى مع بناتي، أجلس وظهري على الحائط حتى أتمكن من رؤية المنطقة بأكملها، وكيف يمكن الخروج من المكان في حالة الطوارئ، وغيرها من الأفكار التي تراودني”
كنت أبحث دائمًا عن تهديدات. حتى أثناء القيادة، كنت أبحث عن قنبلة على جانب الطريق، أو أي شيء من هذا القبيل.
“في بعض الأحيان ما زلت أشعر بالقلق إزاء القمامة والأشياء المتراكمة على جانب الطريق، لأنه في أفغانستان كانت تنفجر (قنابل من أكوام القمامة).”
“من الصعب إيقاف تصادم شريط الذكريات مع أحداث الواقع”
وتعتبر هذه الذكريات المؤلمة و القلق بعض من عواقب ما تخلفه الحروب على الأشخاص الذين ما زالوا يعيشون محملين بذكريات أليمة، خاصة الجنود.
ويعتبر المؤرخون الحرب العالمية الأولى أكبر الحروب في التاريخ، وكانت حصيلة ضحاياها هي الأكبر في التاريخ أيضا “38 مليون قتيل من العسكريين والمدنيين حول العالم”.
هذا ونشبت الحرب العالمية بداية في أوروبا من 28 يوليو 1914 وانتهت في 11 نوفمبر 1918، و وقعت الحرب بين قوات الحلفاء: “دول الوفاق الثلاثي” وهي المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وأيرلندا والجمهورية الفرنسية الثالثة والإمبراطورية الروسية” وبين دول المركز: وهي الإمبراطورية الألمانية والإمبراطورية النمساوية المجرية والدولة العثمانية ومملكة بلغاريا.
دور أستراليا في الحرب
هذا ويجتمع اليوم المئات من المحاربين القدامى مع عائلاتهم للوقوف دقيقة واحدة لتذكر أرواح الجنود التي أزهقت في الحرب.
فمنذ أكثر من ١٠٠عام، وعلى الرغم من حداثة نشأة أستراليا كدولة، الا أن ٤١٦ ألف شخصا وضع اسمه للمشاركة في الحرب العظمى. بين هؤلاء ٦٠ ألف شخص لم يعد الى بلده حيا. ومع توالي الحروب بعد الحرب التي كانت ستنهي كل الحروب، نجد اليوم أكثر من ١٠٢ ألف اسم مدرج على لائحة شرف النصب التذكاري لشهداء الحرب في عاصمة أستراليا، كانبرا.
هذا و سيتحدث اليوم رئيس الوزراء سكوت موريسون وزعيم المعارضة السابق بيل شورتن أمام الشعب الأسترالي في كانبيرا لتذكر الجنود الذين ماتوا بسبيل بلادهم.
حرب كل الحروب
اقتصر عدد الدول المشاركة فيها لدى اندلاعها على حوالي عشر دول مستقلة، ثم انضمت بقية الدول تباعا الى النزاع، ليصل عدد سكان الدول المتحاربة الى 800 مليون نسمة اي نصف سكان الكرة الارضية حينها. و عندما انتهت الحرب عام 1918 كانت هناك حوالي عشرين دولة فقط تمكنت من البقاء على الحياد طيلة فترة النزاع. و يعتبر يوم الثاني و العشرين من آب – أغسطس 1914 اليوم الاكثر دموية على الاطلاق في الحرب العالمية الاولى فقد لقي فيه حوالي سبعة و عشرين الف جندي فرنسي مصرعهم.
و أسفرت الهجرات و المجاعة و الامراض و الحروب الاهلية التي اندلعت في عدد من الدول بعد الحرب الى مقتل ما بين 5 و 10 ملايين شخص. و خلفت الحرب العالمية الاولى 3 ملايين ارملة و 6 ملايين يتيم في اوروبا وحدها.