* كتابة : اشواق شلال الجابر
لم يعد الحديث عن العسل وخواصه العلاجيه مقتصراً على العلماء والمختصين ،بل تعداه ليدخل هذا المركب المهم مرحله التطبيق العلمي من حيث الاستشفاء به من كثير من الأمراض . العسل من الأغذيه المهمه للإنسان فعدا كونه متعدد الفوائد للجسم لما يحيوه من مكونات غذائيه فهو علاج طبيعي للعديد من الامراض ، والاطباء كثيرا ماينصحون مرضاهم بتناول العسل وفق وصفات يضعونها لهم ، ولأهمية هذا البلسم الشافي ، فقد ورد ذكره في القران الكريم ، قال تعالى ( وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (٦٨) ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (٦٩) أما في السنه النبويه المطهرة فقد دعا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم إلى طلب التداوي بالعسل وقال ( من لعق العسل ثلاث غدوات (مرات) كل شهر لم يصبه عظيم من البلاء
العسل هو الغذاء الوحيد الذي ذكر في القران الكريم موصوفا بأن فيه شفاء للناس ومن هنا اكتسب هذا المركب اهميته القصوى ، ولعل العسل هو الغذاء الذي يحقق حلم الفيلسوف الحكيم ابو قراط منذ 2500 عام حيث حلم ذلك الفيلسوف بأن يكون للأدوية صفات الاغذيه وللغذاء تأثير الدواء
** التركيب الكيميائي للعسل وقيمته الغذائية
يتركب العسل من المكونات التاليه : الماء بنسبة 16.1 سكر فواكه و 41% سكر عنب 34 % سكر قصب 1,9 % بروتين 0.3% نتروجين 0,04 % كبريت وحديد وفسفور ومنغيز 0,81 % ومواد غير معروفه 3,43 % مجموعة فيتامينات (A,B ) مجموعة من الخمائر ، حامض الليمون ، حامض التفاح ، حامض النبيذ ، وكما يحتوي العسل على عوامل النمو التي تساعد على تكوين ونمو جذور النباتات ، ويظهر من هذا التحليل غنئ العسل بالمواد الكربوهيدراتيه البسيطه ، السكريات الاحادية ، فهي موجوده فيه بنسبة 75% تقريبا ، وهذه السكريات سهلة الهضم والامتصاص والتمثيل ، ولا تكلف الجسم طاقة كبيره ، مما يجعلها مصدراً سريعاً للطاقة الحراريه وخاصة للمرضى والناقهين والاطفال والكهول .
إضافة لذلك فأن تناول كمية كبيرة من السكريات الثنائية ( سكر القصب)أو السكروز يؤدي إلى زيادة نسبته في الدم أما تناول العسل فلا يؤدي إلى مثل هذه النتيجة مهما كبرت الكمية المتناولة وبالتالي يمكن تناول العسل بدلا من أي مادة حلوة من دون الخوف من اي محاذير . إ ضافة إلى غني العسل بالسكريات فأن احتواءه على عددمن المعادن والفيتامينات والاحماض والبروتين يضاعف من قيمته الغذائيه بل ويجعل منه غذاء مركز قد لايستغنى عنه .
**الخصائص العلاجية للعسل
بتصف العسل بخواص علاجية ووقائية ذات اهمية كبيرة اذا ما أمكن استعمالة وفق الطرق والأساليب التي يصفها الاطباء المختصون وبؤكد الخبراء في هذا المجال ان العسل بشفى او يساعد على ىشفاء الامراض كافة ويعيد الى الجسم حيويته ونشاطه الطبيعيين ، وفي مايلي اهم هذه الامراض التي بستطيع العسل
إشفاءها .
** علاج امراض الكليتين
اكدت الدراسات العلمية التي اجريت مؤخرا ان للعسل قيمة علاجية كبرى في مداواة امراض الكليتين واقترح كثير من الاطباء وضع العسل كعنصر اساسي في حمية المرضى المصابين بالافات الكلوريه ، ويعود تاثير العسل في شفاء امراض الكليتين لاحتوائه على كميات قليله جدا من البروتينات وخلوه الكامل تقريباً من الأملاح ، وهما عنصران غير مرغوب فيهما عند علاج مرض الكليتين.
** علاج امراض العيون
اما في مجال امراض العيون وأصاباتها فأنه تتم المعالجة بشكل اساسي بطريقة
المس : وهي عبارة عن وضع قدر ضيئل من العسل في جيب ملتحمة العين بين المقلة والجفن بواسطة مرور زجاجي ويتم استعمال هذه الطرق في الحالات التاليه :-
أولا:- مرض سحابة القرنية وهو عبارة عن تلف يصيب جزءاً من العين فيحيلة الى لون ابيض معتم يحجب الضوء ويمنع دخوله إلى العين من خلال القرنية.
ثانيا:- التهاب الجفون ذات البثور
علاج حالات السكر ( فقد الوعي )
ينتج التسمم الكحولي عند تناول الاشربة الكحولية المحرمة والتي تسبب فقدان الذاكرة كما لها تاثيرها السام على الجهازالعصبي والمعدة والكبد، يمكن التغلب
على التسمم الكحولي بإعطاء المصاب عسل النحل (125غراما) يكرر بعد نصف ساعة .
علاج امراض القلب
من الثابت علميا ان العسل يوسع الاوعية الأكليلية ويزيد من تروية العضلةالقلبية ويؤكد البروفيسور ( غولومب) ان أعطاء العسل لفترات طويلة من شهر إلى شهرين وبمقادير تتراوح بين ( 50-140) غراما في اليوم للمرضى المصابين بأفات قلبية شديده يؤدي إلى تحسن الحالة العامة لهم واعتدال النبض وانتظام عمل لقلب وزيادة خضاب الدم ، وقد استعمل ثيوبالد
العسل حقنا في الوريد لتقوية القلب الضعيف او غير المنتظم ، ومزج العسل مع الستروفانتين والفيتامين C والأوفيلين ، اما عن طريق الفحم ويخص ( شيمرت ) الحالات القلبية والتي يوصف فيها العسل بالحالات التالية .
اولا:- جميع حالات القصور التاجي سواء ترافقت بالذبحة الصدرية ام لا ، ويكفي العسل وحده في الحالات الخفيفة اما في الحالات الأكثر خطورة فيشترك
مع الستروفانتين.
ثانيا:- يعطى العسل كعلاج مساعد عند إعطاء الهتروزيدات المقوية للقلب .
وفي مجال الأمراض النسائية :-
استعملت الدكتوره برونوبزي استخدام العسل عوضا عن محاليل الفركتوز عند المخاضاو الطلق بواسطة الحقن الوريدية العسلية بنسبة 40% من العسل المصفى بالطريقه الايطالية والمحضرة من قبل شركة الفا وذلك للحصول على ولادة غير مؤلمة وتفسير ذلك ان العسل يساعد الالياف الرحمية عن القيام بالتقلبات اللازمة بسهولة .
فوائد علاجية اخرى للعسل
يفيد العسل في تطهير الأمعاء بعد الشفاء لأن المكروبات المرضية لا تعيش في العسل اكثر من بضع ساعات الى ايام قليلة .
يزيد العسل من نسبة الهيموغلوبين في الدم ويزيد من أوزان الاطفال المرضى وذلك بتناول 30 غراما يوميامن العسل . للعسل تأثيره الغريب والسريع على معالجة الارق الشديد ينصح الأطباء بتناول ملعقتين صغيرتين من العسل قبل النوم مباشرة ، ومما يزيد امتصاص الجسم للعسل وزيادة مفعولة اضافة نسبة بسيطة من خل التفاح بمعدل 3 ملاعق صغيرة من الخل إلى 200 غرام من العسل.
( القيمة الحرارية للعسل)
ثلاثة ارباع الكيلو غرام من العسل يوميا تحول القدر الكافي من الحريرات للرجل بينما نصف كيلو تعطي المرأة حاجتها من الحريرات اما لو استمد هذا الرجل كفايته من الحريرات من البيض لأحتاج اكثر من كيلو غرامين بينما في الحليب او في الخوخ ترتفع النسبة الى اربعة كيلو غرامات وفي الحبوب الخضراء ، كالبازلاء ، يحتاج اكثر من 5 كيلو غرامات وفي التفاح اكثر من 6 كيلو غرامات ، فالعسل غذاء مملوؤ بالحيوية لذلك فإنه يأخذ مكانا عالياً في إنتاج القدره والقوة ، والين يضيفون العسل إلى غذائهم اليومي يستطعون أن يتأكدوا انهم إنما يضيفون شيئاً إلى استطاعتهم العاملة بالفكر واليد ، والمرضى
الذين يحتاج جسمهم إلى الترميم وكل شخص يتناول فطوره عسلاً عوضاً عن الفطور العادي .
(ماهو مقدار الهضم الذي يحتاجه العسل )
ان بعض الناس يتخيلون انهم بمجرد تناولهم طعاما سيستفدون مباشره منه لذلك عندما يجوع الشخص منهم فأن الفكرة الغالبة
لديه هي ان يتناول شيئا وبنفس السرعة يتوقع ان يستجيب جسمه ويستفيد ، ان هذه الفكره غير صحيحه اطلاقا فحصاد محصول القمح ليس معناه ان الوقت قصيرليصبح الخبز جاهزا لوجبة الإفطار وتناول الخبز ليس معناه ان العمل انتهى واصبح جاهزا لإمتصاص الخلايا كقوت لها والقليل جدا من الاغذية
وبشكل محدود ، يمتص من جدار المعدة إلى المجرى الدموي فالإطعمه بصورة عامة تظل في المعدة مدة لابأس بها لتمزج مع عصارات المعدة بواسطة حركات دائرية وتنقلب بالنهاية إلى قوام رخو وبصورة عامة لا تمتص الأطعمة في المعدة بل تمر إلى الأمعاء الدقيقة بعض الأطعمه تمتص وبعض الأطعمة كاللحوم عموماً تحتاج إلى عمل الكبد الهاضم لتصبح جاهزة للأستهلاك الجسمي ، وبعض الاطعمة كالسللوز يحتاج ثانية إلى مسافة أطول وذلك الأمعاء الغليظة حبث يصبح قسما ً منها فقط صالحاً للامتصاص من أجل الأستهلاك .
(دور العسل اثناء المرض)
كم العسل من اهمية في كل حالات الوهن وكل حالات ضعف الهضم ، وكل حالات النقاهة من العمليات أو الإمراض المتلفة للجسم ، وفي كل الأحوال المرضية ( للاثني عشري ) القطعة الأولى من الامعاء الدقيقة بعد المعدة مباشره أو اي قطعة من الأمعاء تحتها وفي كل امراض الأطفال .
( العسل غذاء مستساغ )
لانجد احداً يتناول السكر صرفاً ونظراً لكون السكر اقل حلاوة من العسل فلا عجب ان نجد الذين تناول العسل او يضعون طبقة كثيفة منه على الخبز والأطفال يحبون العسل الجامد إذا مزج فطورهم بملعقة فإنهم لن يسألوا عن السكر مرة ثانية ، ولكن القليل منهم من يتاح له ذلك .
إنه الغذاء المثالي هو الذي يؤكل مع الاطعمة الجافة وانها لمتعة ان يضاف إلى الرز المسلوق ، ومزجه مع قسم مساو له من الزبد والعسل يمتزج جيدا مع مكسرات اضافة شيء من العسل إلى ذلك تشيع السعادة لمن يأكله واخيراً نقول
انه طعام عريق في القدم وخلال العهود التاريخية نجد ان الوثائق تسجل إجماع الأراء على ان العسل هو طعام الصحة والقوة ، وان تناوله عوضا عن اللحم ينشط الحياة وإننا في حالتي المرض والتعب نجده افضل من الغذاء والدواء مجتمعين ، فهو يعطي الراحة والعون وينشر فضائله ، على التغذية والعسل ولكل نوع او لون ميزة ، فالعسل الداكن اجود من ناحية كثرة معادنه والأعسال الرخوة لكثرة مائها يستحسن الإبتعاد عن شرائها .
(المصادر)
1- تاريخ الطب لمؤلفه العالم جوثري
2- في سبيل موسوعة علمية للدكتور احمد زكي
3- العسل غذاء وعافية جان لوي داريفول ترجمة دار طلاس – دمشق
* كاتبة وباحثة علمية عراقية تقيم في استراليا