للشاعر أمراجع المنصوري
ضاقتْ بهِ الدنيا ،
فآثر الصّمتَ وأختارهُ ملاذاً آمناً . . .
ومنْفي ، وطوقَ نجاةْ
حِينما داهمتهُ خيباتُ الوصولِ . . .
إلي ضِفّةٍ آمِنهْ
وبعد أنْ صارتْ الدُّنيا ، أصغرَمنْ أيِّ شئٍ . . .
أصغر حتي منْ ” قُبلةٍ عابرهْ “
فَراودَ اللّيلَ علي صمْتِهِ . . .
مرّةً بوقتِهِ المنطفئْ . . ومرّةً بتواريخِ . . .
وجَعِ السنينْ
يتربَّصُ لذكرياتٍ مرّتْ وأسرفتْ في الغيابِ . .
ولمواعيدٍ مؤجلةٍ . . وأزمنةٍ منْسيّةٍ ومُهملةٍ . . .
كأحجارِ مقبرةٍ قديمهْ
فأرتكبَ معصيّةَ الشّعرِ مصادفةً . . .
هكذا منذُ ثلاثينَ عاماً ، أوْ ربّما أكثرْ
توسّدَ أحلامَهُ المُتاحة . . .
علي أرصفةِ الكلامْ
مُنتشياً بالصّخبِ المُتناثرِ من سَماءِ . . .
سنواتِهِ الضّاجةِ بالخوفِ . . والرّهبةِ ،
وصهيلِ الجِراحِ التي أفلتَتْ مِنْ قيودِها . . .
الي متاهِ الغُبارِ البعيدْ
يؤبِنُ صمتَ الخرائبِ كان . . .
هكذا منذُ ثلاثينَ عاماً ،
أو ربّما أكثرْ
يهِبُ لنا البوْحَ مرَّةً . . .
ومرّةً يُطارِدُ الظلامَ منْ شرفاتِ البيُوتْ .
……..
القبة – شرق ليبيا