نزح الآلاف من سكان ولاية تاسمانيا -وهي جزيرة تقع جنوب أستراليا هربا من حرائق الغابات التي اجتاحت المنطقة منذ يوم الجمعة بسبب الارتفاع الكبير في درجات الحرارة، وتواترت أنباء عن مقتل شخص واحد على الأقل بسبب الحرائق، وفق ما ذكرت مصادر من الشرطة.وقد خرج الآلاف من السكان والسياح إلى البحر اليوم هربا من الحرائق التي اقتربت من الساحل، وتم نقل أكثر من ألف شخص لمسافة خمسين كيلومترا شمال هوبارت عاصمة الولاية. وسجلت في هوبارت الجمعة درجات حرارة قياسية زادت على 41 درجة، وهي الأعلى في تاريخ الولاية. ولا تزال الحرائق تحاصر الآلاف بالجزء الجنوبي الشرقي من الجزيرة حيث أصبحت الطرق غير صالحة للسير، كما تسببت الحرائق في عرقلة عمليات الإجلاء. وقال القائم بأعمال مفوض الشرطة سكوت تيليارد “الغالبية العظمى من الناس لا يزالون هناك.. كنا نقوم بنقل الناس بالسفن خلال الليل بقدر الإمكان”.
ولا يزال سبعمائة شخص معظمهم من السياح ينتظرون الإنقاذ في “بورت آرثر” وقال تيليارد إنه جرى نقل ثلاثة آلاف وجبة إلى بورت آرثر وغيرها من الأماكن حيث يواجه الناس احتمال البقاء في خيام لليلة أخرى.
وأتت النيران على ما يصل إلى مائة منزل ودمرتها تماما وفقدت مدينة دونالي وقرى الصيد القريبة منها حوالي ثلث منازلها. ولم ترد تقارير مؤكدة عن حصول وفيات أو إصابات.وكان الحريق قد اجتاح غابات قرية للصيادين بالجزيرة الجمعة بسبب الارتفاع الكبير بدرجات الحرارة. وقالت الشرطة إن 65 بناية تضررت أو دمرت بقرية دونالي التي تقع على بعد 55 كيلومترا جنوب شرق عاصمة الولاية. وقد حذر مكتب الأرصاد الجوية من أن درجة الحرارة في هوبارت ستصل إلى 39 درجة مئوية، بينما ستصل في ملبورن إلى 41 درجة، وفي أديلايد وسويلترينج 44 درجة مئوية. يُذكر أن أقصى درجة حرارة على الإطلاق تم تسجيلها في أودناداتا جنوبي أستراليا عام 1960 حيث بلغت 50.7 درجة مئوية. وقال خبراء الأرصاد إن موجة الحر الحالية يمكن أن يسجل خلالها رقم قياسي جديد لدرجات الحرارة.
من جانب اخر بدأت حرائق الغابات تهدد بتطويق مدينتي سيدني وكانبيرا جنوب شرق أستراليا بعد أن خرجت عن نطاق السيطرة اليوم. ويبذل أكثر من خمسة آلاف من رجال الإطفاء والمتطوعين جهودا مضنية تدعمهم مروحيات تقوم بإلقاء كميات من المياه لإخماد حوالي 100 حريق، في وقت وصلت فيه سرعة الريح إلى 100 كلم في الساعة مما يساعد على امتداد الحرائق.وأعلنت أجهزة الإغاثة أن الحرائق المندلعة قطعت عددا من الطرق السريعة والعادية والسكك الحديدية، كما حرمت أكثر من 50 ألف منزل من التيار الكهربائي في منطقة غال الجنوبية الجديدة على الشاطئ الجنوبي الشرقي لأستراليا. وقد دمرت الحرائق 100 منزل وأرغمت السلطات على إجلاء آلاف السكان في مناطق تشتهر بأنها منتجعات ومحميات طبيعية لقضاء العطلات في ولاية نيو ساوث ويلز شرق البلاد، كما تم إخلاء ضاحيتي سيدني الجنوبية والغربية كليا.
وأكد رئيس أجهزة الحرائق الأسترالي للإذاعة العامة هناك أن قسما من الحرائق حول سيدني قد أضرم عمدا، دون أن يذكر تفاصيل أخرى. ولم ترد أنباء عن سقوط قتلى أو حدوث إصابات خطيرة في مناطق الحرائق التي وصل ارتفاع ألسنة بعضها إلى 60 مترا.
وقد تصاعدت أعمدة الدخان في الهواء وأحاطت بمدينة سيدني مع ازدياد سرعة الريح، ويأمل رجال الإطفاء بأن تهدأ سرعة الريح بحلول المساء مما سيسمح لهم بمباشرة عملهم بعد أن يحد تحسن الأحوال الجوية من انتشار الحرائق. وتوقع مسؤولون أن تستمر الحرائق عشرة أيام قبل أن تتم السيطرة عليها. ونقلت الإذاعة الأسترالية عن مسؤول في خدمات المطافئ قوله إن “الأمر خطير للغاية”، وناشد المواطنين ممن يسكنون قرب الحرائق بملازمة منازلهم. وقال إن عمل رجال الإطفاء يتركز على إنقاذ المنازل. وأعلنت السلطات الأسترالية مناطق الحرائق الواقعة إلى الغرب والشمال من مدينة سيدني وتلك القريبة من الساحل بأنها مناطق كوارث. ووصف وزير خدمات الطوارئ في نيو ساوث ويلز الأوضاع بأنها تماثل ما حدث في يناير/ كانون الثاني 1994 عندما اندلع 120 حريقا على الأقل وخرجت عن نطاق السيطرة على ساحل أستراليا الشرقي، مما تسبب في مقتل خمسة أشخاص وتدمير 185 منزلا حول سيدني.