كتابة / أشواق شلال الجابر
أكتب هذا الموضوع بصفتي الصحفية، وبصفتي أم لأربعة أطفال وهم من مدمني الألعاب الالكترونية وصناعة الفيديو في عالم اليوتيوب، وعلى الرغم من ان البعض قد وصف الألعاب الإلكترونية بالملاذ الممتع لتمضية الوقت، لكني أصفها وبحسب تجربتي مع اطفالي بالمؤشر الخطير للعنف الذي يكتسبه الأطفال بعد الزيادة في أوقات اللعب وخصوصاً أيام العطل المدرسية وجراء الحجر المنزلي في بعض الأحيان . وعلى الرغم من رواج هذه الألعاب قبل أزمة فيروس كورونا إلا أن هذه الظاهرة تضاعفت وبشكل مفرط بعد توفر المزيد من الوقت للعب خاصة بعد إغلاق المدارس والجامعات وتوقف العمل في معظم المجالات، ووجد الكثير من الأطفال والمراهقين بإنها المتنفس الوحيد لهم. وبحسب خبراء الصحة النفسية والجسدية أن قضاء ساعات طويلة أمام الألعاب الألكترونية سيؤدي الى أضرار على الصحة الجسدية والنفسية خاصة بعد أن عجز معظم الأهالي في السيطرة على ابنائهم مما أدى الى أزمات كبيرة داخل البيوت، ورغم تصنيفها المسبق لألعاب الفيديو بأنها إدمان خطير على صحة الإنسان، فإن منظمة الصحة العالمية قررت إعادة تصنيفها من جديد والحث على اللعب بعد تفشي فايروس كورونا. ونصحت المنظمة باستخدام ألعاب الفيديو للبقاء في المنزل وعدم التجول وكسر الحجر الصحي!
لقد فرض وباء كورونا واقعاً جديداً على معظم أطفالنا و المراهقين و دفعهم الى البقاء لساعات طويلة على أجهزة الحاسوب و هذا الأمر انعكس على هؤلاء أجتماعياً وصحياً ، فهناك وجود غزو فكري أو ما يسمى (بالحرب الناعمة) التي من أهم أدواتها استخدام الأنترنت و خاصة لدى الاطفال، و نحن نعلم بأن الكثير من الطلبة و المتعلمين يستخدمون الانترنت لأجل الاستفادة منه في العلم و التعلم و العمل أما البعض الآخر يستخدمه فقط للتسلية و هذا ما يقود الى ما يسمى (بادمان الانترنت) أي أن الفرق بين الإدمان من عدمه هو مستوى الاستفادة من الإنترنت . ان ما نلاحظه اليوم في ظل الحجر المنزلي هو إشغال معظم الأطفال والمراهقين أوقاتهم بالتسلية فقط واللعب لفترات طويلة بالألعاب التي غزت عقولهم، وتسعى كل بلدان العالم لبناء قاعدة رصينة من خلال الطفولة فإذا ما استمر هذا الحال واستمر هؤلاء الأطفال بالبقاء طوال اليوم على شاشات الحواسيب دون أي فائدة تذكر و تجاهل فقرة التعلم و الاستفادة من الانترنت كتعلم مهارات جديدة، فسوف نرى مجتمعات غير صحية وغير نافعة للمجتمع.
ويرى عدد من الباحثين أن نمط الإدمان على الألعاب الإلكترونية أدى الى آثار سلبية كبيرة على فئة الأطفال و الناشئين منها تمضية وقت أقل في القراءة و التعلم المفيد و عدم القدرة على التواصل الاجتماعي الفعال مع العائلة نتيجة العزلة و الاندماج في الأجواء الافتراضية، أضافة الى فترة الجلوس الطويل أمام شاشات لفترة طويلة أدى الى ارتفاع مستويات البدانة لدى الأطفال مع نقص التركيز، و بحسب خبراء فأن من أسوأ الحالات لمدمني الألعاب هم من يقضون مدة لعب تصل الى ساعات طويلة يومياً على حساب الأكل و الدراسة و حتى النوم، و إن معظم هذه الألعاب تعتمد على استمتاع الطفل و المراهق بالعنف و تعلمه على ارتكاب الجرائم بذكاء بل توجد ألعاب كثيرة يصل بها الحال الى إنهاء حياة الطفل نتيجة غفلة الأهل ، يعد الوالِدان هما الدافع الأساس لإدمان الأطفال على الألعاب الالكترونية حيث تلجأ بعض الأسر الى ملء وقت فراغ أبنائها بتحفيزهم على اللعب دون وعيهم بنتائج الإدمان على هذه الألعاب فبعد أن يكمل الطفل لعبه و يخرج الى واقعه الحقيقي تبدأ مشاكله مع كل من يتعامل معه و قد تم تسجيل حالات عالمية لأطفال اقدموا على الانتحار بسبب هذه الألعاب و منهم من أقدم على السرقة بدافع المغامرة.
من مجلة النجوم التي تصدر في سدني