ستار الحسيني
قبل اكثر من اربعة وعشرين عاما اي في عام ( 1994 ) ظهر الشاعر ( محمد مهدي الجواهري ) في تسجيل خاص و هو يتألم آنذاك على العراق و يصفه بان ( لن يكون للعراق مستقبل ) و هذا ما تنبأ به متنبي العصر و نهر العراق الثالث الجواهري العظيم .
في مثل هذا اليوم 27 / 7 / 1997 ودع ابا فرات الحياة و ودع العراق بدمعة نازفة و هو يتلوى من الم الغربة التي فرضت عليه ، ودعها و كان يتنبأ و يعلم انه سيموت غريبا مثل كل احبائه الذين ماتوا غرباء و دفنوا في الغربة و عتمة الزمن الغادر.
اقول هذا لاني اشعر ان الغربة في العراق بدت تدب في جسدي ( كجرب في جلدي ) مثلما يقول الشاعر العظيم ( مظفر النواب ) و ربما اموت انا غريبا بعد ان عشت غريبا داخل وطني بصوتي و فكري و المي و لم اغادر العراق الا لماما .
في مثل هذا اليوم افل صوت العراق و جف النهر الثالث فيه و لم يعد للعرب ( شاعر اكبر ) مثلما اطلق عليه عميد الادب العربي طه حسين .
في مثل هذا اليوم تيتم الشعر و بانت غربة الوطن في دفن جثمانه بمقابر الغرباء بعيدا عن اهله و دجلة و الفرات .
في مثل هذا اليوم شيع جنازة الراحل الكبير موكب رئاسي سوري مهيب الى مثواه الاخير بعيدا عن وطنه ليدفن بجوار ( السيدة زينب ) بدمشق في ( مقبرة الغرباء ) مع اصدقائه التي نفتهم صروف الدهر آنذاك الى ما وراء الحدود و ما توا بشهقة حب الوطن .
في مثل هذا اليوم زرت قبره انا و البروفيسور القانوني اللواء الدكتور محمد علي سالم في عام 2010 في دمشق بمقبرة الغرباء، و تذكرت قصيدته في رثاء زوجته ( ناجيت قبرك ) التي يقول في ابياتها
( تحية ً لم اجد من بث لاعجها …..
بدا ً ، و ان قام سدا ً بيننا اللحد
بكيت حتى بكاني من ليس يعرفني
ونحت حتى حكاني طائر غرد
خلعت ثوب اصطبار كان يسترني
وبان كذب ادعائي انني جلد)
فالى روح الشاعر الكبير و متنبي العصر و نهر العراق الثالث محمد مهدي الجواهري الف الف تحية و رحمة لك من الرب الرحيم ، و انا اردد بيت من احدى قصائده:
( انا العراق لساني قلبه و دمي …… فراته و كياني منه اشطار ُ )
بعد ان اشعلت شمعة ذكراه هذا المساء
تذكرت ماذا تنبأ الجواهري لمستقبل العراق!