وطن برس أونلاين

جريدة عربية مستقلة

مقالات

جا خوش!!

حمزة مصطفى
كل القواعد تغيرت في زمن كورونا الإ قاعدة واحدة وهي البحث عن وزير في العراق. العراق الجديد, عراق مابعد عام 2003. صحيح قبل هذا التاريخ كان الوزير يسمع بتعيينه وزيرا من الراديو, أو ربما يسمع خبر إعفائه من الراديو. لكنه يبقي وزيرا لسنوات قد تطول أحيانا. وصحيح أيضا أن الدستور كان مجرد ورقة نكتبها ونغيرها كما قال رئيس النظام السابق. لكن ماذا عن دستور مابعد عام 2003 الذي تمت صياغته بحيث لايتغير حتى لو يأتي..الدبيزي. وماذا ينفع دستور مواده جميلة جدا لكنها غير قابلة للتطبيق.
أما على صعيد الوزراء فالقضية تأخذ بعدا آخر. الأسهل مافي هذا البعد هو البحث عن الوزير الذي بات أشبه بالحلم مستحيل التحقيق بدء من سيرته الذاتية التي سرعان مايضاف اليها المزيد من الفلفل والبهارات الى “مرمطته” بين الكتل بين رافض ومعترض أو نصف رافض ونصف معترض وما بينهما من مساومات. فنحن بعد عام 2003 دخلنا عصر الديمقراطية عبر الزمن الأميركي الذي كان ممثله الأوحد والذي صار “أكشر” فيما بعد بول بريمر. كان قد إنتهى زمن المندوب السامي البريطاني. بقيت مذكرات مس بيل فقط. أما بريمر فلايزال حاضرا بشحمه ولحمه بينما مذكراته لم يحن أوان دراستها تاريخيا بعد.
من مستلزمات الديمقراطية تشكيل الحكومات على شاكلتها, أي حكومات ديمقراطية. الديمقراطية تقوم على أساس التداول السلمي للسلطة. والسلطة تقتضي “علم ودستور ومجلس أمة” على “كولة” الرصافي. ومن مبدأ الشفافية ولكي لايكون “القوم في السر غير القوم في العلن” كما يقول الرصافي أيضا سلكنا درب الديمقراطية عبر الأحزاب فالإنتخابات فتشكيل الحكومات. والحكومات سلطة تنفيذية يؤديها مجلس وزراء.
عند الحديث عن الوزيرتسكب كل العبرات وتطرح المزيد من الأسئلة ومن بينها السؤال الخالد.. لماذا نبحث عن وزير؟ الإجابة لكي يحقق برنامج الحكومة لمدة أربع سنوات. ماهو برنامج الحكومة؟ هو التنمية والخدمات التي تعني رفاهية المواطن, الإستثمار والتوزيع العادل للدخل والثروة, بناء المدارس والجامعات طبقا للمواصفات العالمية, الإهتمام بصحة المواطن بوصفها الهدف الأسمى. والخدمات بدء من المطارات والطرق والجسور والسكن. كيف يتحقق ذلك؟ عن طريق تفعيل الزراعة والصناعة والسياحة بحيث تتحول الى المصدر الأساسي للدخل الوطني. زين والنفط؟ موارد النفط تذهب الى صناديق سيادية للأجيال المقبلة. من يحقق ذلك؟ الحكومة عبر الوزراء؟ وهل تحقق ذلك؟ لا. لماذا؟ لأننا نبحث عن الوزير المستحيل؟ كيف؟ لايوجد وزير يتطابق مع شروطنا. ماهي شروطكم؟ شرطان فقط. وهما؟ أن يكون الوزير “كفوء, نزيه, نزيه, كفوء, كفوء, نزيه, نزيه,كفوء, كفوء, نزيه, نزيه,كفوء”, أو يمكننا تغيير المعادلة طالما نحن في عصر الديمقراطية والشفافية بحيث تصبح المعادلة كالتالي نزيه.نزيه. نزيه. نزيه. نزيه, نزيه, نزيه, كفوء, كفوء, كفوء, كفوء, كفوء, كفوء, كفوء. لماذا وضعنا كل هذه القواعد الصارمة للبحث عن هذا الوزير ؟ لأننا نريد أن تكون لدينا كهرباء 24 ساعة وفائض في الإنتاج الزراعي. ونريد أن تكون لدينا بنى تحتية عملاقة, ونريد ونريد ونريد. وهل تحقق ذلك طوال 17 عاما؟ لا. لماذا؟ لأن البحث لايزال جاري “ياحمودة” آسف هذه أغنية.. البحث جاري عن هذا الوزير. جاخوش .. إستمروا.
منشور في جريدة “الصباح”العراقية 

اترك ردا

Developed and designed by Websites Builder Ph:0449 146 961