وطن برس أونلاين

جريدة عربية مستقلة

أهم الأخبار ثقافة وفنون

” وطن برس ” تحاور الدكتور الفلسطيني بشارة مرجية

فلسطين( الناصرة ) : وطن برس اونلاين 

  يعتبر الدكتور بشارة مرجية المولود في مدينة الناصرة الفلسطينية  عام 1954،  واحد من اهم الادباء العرب فقد الف سبعين كتابا في الأدب العربي وأدب الأطفال، وجميع هذه الكتب منتشرة في المكتبات المحلية والعربية والعالمية.” وطن برس ” كان لها حوارموسع  معه عن الادب والعائلة ونشأة الطفل الفلسطيني  في ظل ظروف الاحتلال ( الاسرائيلي ) والصعوبات التي يواجهها الطفل .

* كيف تعرف أدب الأطفال؟
عرفت أدب الأطفال في كتابي: أدب الأطفال بين الواقع والخيال على النحو التالي:
أدب الأطفال هو خبرة لغوية في شكل فني من التعبير الأدبي، له قواعد خاصة، ومناهج خاصة، يأتي في صور مختلفة وأشكال متعددة، وموجة لفئة معينة هم الأطفال (من سن ما قبل المدرسة إلى نهاية سن الطفولة المتأخرة)، وله قاموس خاص، ويتمشى هذا الأدب مع قدرات الطفل، ليجعل منه كائنًا اجتماعيًا وتربويًا، ليتكيّف مع مجتمعه وعصره، ويمكن أن يكون هذا الأدب شعرا أو نثرا، شفويًا أو كتابيًا، ويجري على لسان الإنسان أو الحيوان أو الجماد، ويمتع الأطفال أولًا، وينمي فيهم الإحساس بالجمال ثانيًا، ويعلمهم تجارب البشرية ثالثًا، وذلك بأسلوب سهل فصيح، مع خيال شفاف، ومضمون هادف متنوع.

* برأيك ، ما المواصفات التي يجب توافرها في النص المقدم الى الطفل؟
كل نص يقدم للأطفال يجب أن يغذي خبرتهم ، يبني مداركهم، يشجع ابداعهم، يؤكد ذواتهم، ويبني مستقبلهم.. ومن هذا المنطلق فالمواصفات التي يجب توافرها في النص المقدم للطفل، فانني أحصرها بما يلي:
أن تبعث في نفوس أطفالنا الشعور الآمن ، أن ترشد الأطفال الى الطريق الصحيح والتفكير السليم، أن تحث الأطفال الى الخير والقيم والفضائل، ان تثير في الأطفال المتعة وتريح أنفسهم، أن تدفع الأطفال لتقديم المساعدة والعون للآخرين، أن تزود الأطفال بالمعارف والعلوم والمعلومات، وأن تحوي المضمون المعبر والفكرة الواضحة والغذاء الروحي.. وأما اذا أردنا أن نختار كتابا للأطفال ، فعلينا أن نعتمد على أمرين:
الأول: هو مضمون الكتاب (الفحوى، اللغة، الأسلوب)..والثاني:هو شكل الكتاب(الغلاف، الرسومات، نوع الورق، الطباعة، الحجم، التصميم والتخطيط).

* ما أهمية الصور(الرسوم) التي ترافق القصة الموجهة الى الصغار؟
القصة الموجهة للأطفال ترتكز كثيرا على الرسومات والصور والألوان، لعلاقتها القوية مع النص المكتوب من ناحية (حيث تثريها بالجمال والفن والمعنى)، ولتأثيرها على الأطفال من الناحية الأخرى (حيث انها تجذب الأطفال الى القصة).. وحتى تقوم الرسومات والصور والألوان بهذا الدور، فيجب أن تكون: فنية، إبداعية، معبرة، موحية، واضحة، متناسقة، مناسبة، زاهية، وموصلة.
ان الرسومات والصور والألوان تفتح خيال الطفل كثيرا، وتنمي احساسه وشعوره لكي يتذوق هذا الجمال الفني من ناحية، ولكي ينمي خياله من الناحية الأخرى، وعندما تبدا عملية التخيل عند الأطفال (والتي تعتبر من أرقى العمليات العقلية)، فانهم يستطيعون أن يتخيلوا صورا إضافية في أذهانهم ، وهكذا فالتخيل ينمي التفكير عند الأطفال ، وبواسطة التفكير يستطيع الأطفال أن يفرقوا بين الخيال والمحسوس.. وبهذا فان الرسومات والصور والألوان تكون التخيل عند الأطفال، والتخيل يوجد التفكير، والتفكير يوجد الهدف ، والهدف يوجد البحث ، والبحث يوجد السعي عند الأطفال ..وهكذا فان الخيال يعد الخطوة الأولى من خطوات الابداع عند الأطفال.

* الظروف التي نشأ فيها الطفل الفلسطيني والمبادئ التي يجب غرسها في وجدانه.. هل تستلزم أجواء أو مواصفات خاصة في النصوص الموجهة اليه؟
لا شك أن الظروف التي يعيشها الأطفال الفلسطينيون هي ظروف صعبة ومريرة من جميع النواحي الحياتية ، ولا شك أيضا أن الكتاب والشعراء الفلسطينيين عندما يكتبون للأطفال يختارون ما يتلاءم مع الأجواء الحياتية التي يعيشها الأطفال الفلسطينيون ..فالموضوعات لها طابعها الخاص ، والأسلوب له ميزاته الخاصة، والمضمون أو الفحوى خاص، والمكان والزمان لهما دور أساس في حبكة القصص المقدمة للأطفال الفلسطينيين..وأما المبادئ التي يجب غرسها ، فيمكن تقسيمها الى عامة وخاصة، فالعامة هي التي نجدها في جميع النصوص المقدمة للأطفال العرب ، وأما المبادئ الخاصة التي يحاول الكتاب والشعراء الفلسطينيون غرسها في نفوس الأطفال الفلسطينيين فهي عديدة، ومنها على سبيل المثال: التضحية والفداء، التمسك بالأرض وعدم التنازل عنها، المقاومة والصمود، الدفاع عن البيت والوطن وغيرها.. وهذه المبادئ الخاصة تنقل تدريجيا للطفل الفلسطيني حسب عمره او جيله.. من هنا فالنصوص المقدمة للأطفال الفلسطينيين لها طابعها الخاص، أدواتها الخاصة، مضمونها الخاص، قاموسها الخاص، لغتها الخاصة، ومواصفاتها الخاصة، وجميعها من عالم الطفل الفلسطيني لغة ومضمونا واسلوبا.

* ما هو دور أدب الأطفال في : تربية الطفل وبناء شخصيته، وحثه على الابداع والإنتاج وغرس القيم في نفسيته؟
أدب الأطفال هو الغذاء الرئيس للأطفال من الناحية الفكرية والعاطفية والنفسية، من هنا علينا نحن الآباء والأمهات أن نزود هذا الأدب لأطفالنا ، والاعتناء به في جميع مراحل الطفولة ، لأنه يشمل جميع احتياجات الطفولة من: ثقافة ومعرفة، مدارك واكتشافات جديدة، علاج ومواجهة، ابداع ونقد، حلم وواقع، مسؤولية وتحد، قيم وأخلاق ، انتماء وتسامح، تقدير وتشجيع، بناء الشخصية وارتقاء النفس، الحث والدعم، الابداع والإنتاج، المتعة والاحساس.
يكون أدب الأطفال ثقافة عامة لدى الطفل، يوسع آفاقه، يزوده بالعواطف الدينية والوطنية، يساعده على تجنب الأخطار، يغرس فيه الاستقرارالنفسي، يعرفه بالعادات والتقاليد، يوصله بالثقافات المختلفة والحضارات المجاورة، يقوي فيه مهارات التحدث، يعطيه الفرصة للأحلام، يبرز طاقاته الإبداعية، يبث الثقة في نفسه لدفعه الى النجاح، يوقفه على حقيقة الحياة وما فيها من خير وشر، يخلصه من الانفعالات الضارة، يزوده بالمعلومات والمعارف والتكنولوجيات ، ينمي فيه روح النقد، يرسخ فيه القيم ولأخلاق الحسنة، ينمي ادراكه ، يساعده على اكتشاف مواهبه، يعرفه بالصواب والخطأ، يقوي فيه روح الانتماء الى المجتمع، ينمي فيه الشعور والاحساس اتجاه المخلوقات والكائنات الأخرى، يفرحه ويسليه، يساعده على “تقمص” شخصيات يحبها، ينمي فيه الذوق الفني، يساعده على توسيع قاموسه اللغوي، يساعده على التذكر وربط الأزمان ، يعرفه بالشخصيات التاريخية والأدبية والدينية.. فعن طريق هذه الأدوار التي يقوم بها أدب الأطفال ، فان الأطفال يتربون التربية السليمة ، ويبنون شخصيتهم، ويسيرون حسب القيم والأخلاق، ويتجهون نحو الابداع والإنتاج.
* ما هي أكثر فنون الأدب التي تشد الطفل؟
ان أحب الألوان الأدبية المحببة للأطفال هي القصص، وذلك لأن مبناها ساحر، وفيها عناصر كثيرة تشوق الأطفال، تفتق خيالهم، تنمي عقولهم ووجدانهم، تشمل على المنبهات والمثيرات، تزيد اندماجهم ويقظتهم، تحثهم على الابداع ، تنمي فيهم ملكة التخيل والتصور، تنقلهم الى العوالم الأخرى، تمتعهم وتسليهم، تعلمهم وتعرفهم، تجعلهم يتذوقون الجمال، تشجعهم على القراءة والكتابة، وعلى السلوكيات والتصرفات الحسنة.
قصص الأطفال عالم واسع ، وأنواع وأشكال، فمنها الواقعي والخيالي، ومنها العلمي والثقافي، ومنها التراثي والتاريخي البطولي، ومنها الجغرافي الطبيعي.. منها ما هو على لسان الانسان، ومنها ما هو على لسان الحيوان والنبات والجماد.

* في أي عمر يمكن أن تقدم جرعات من الادب للطفل؟
أدب الأطفال عالم واسع، وفروعه كثيرة، ويتلاءم هذا الادب مع أجيال الطفولة التي تبدأ من اليوم الأول لولادة الطفل حتى مرحلة الطفولة المتأخرة.. فلكل مرحلة من مراحل الطفولة أدبها الخاص بها ، وأما هذه المراحل فهي: مرحلة الطفولة المبكرة، مرحلة الطفولة المتوسطة، ومرحلة الطفولة المتأخرة.. وعلى هذا الأساس فجرعات أدب الأطفال يجب أن نبدأ بها من مرحلة المهد ، وخصوصا التهاليل والاناشيد والأغاني التراثية وغيرها..

* هل أفادك تخصصك الدراسي حول أدب الأطفال في أبحاثك ودراساتك عن الطفل العربي، وأين هي نقاط الالتقاء بين الجانبين؟
ألفت حتى الآن أكثر من عشرين بحثا حول أدب الأطفال ، وأكثر من ثلاثين قصة للأطفال، فهذه المؤلفات والدراسات قد أفادتني كثيرا في التعرف على الطفل العربي من النواحي: الفكرية، العاطفية، التربوية، الثقافية، الاجتماعية والنفسية.. بالاضافة الى الظروف الحياتية والبيئية، فعالجت هذه النواحي في أبحاثي ودراساتي حول أدب الأطفال ، وفي القصص التي ألفتها للأطفال ، وخصوصا الموضوعات والمضامين التي يلتقي فيها الجانبان ، والمتعلقة بتربية ونشوء الطفل العربي داخل المجتمع الذي يعيش فيه.

* كيف يمكن للكاتب أن “يتقمص” شخصية الطفل ويفكر بطريقته ليستطيع أن يكتب اليه ويصل اليه؟
يستطيع الكاتب أو الشاعر أن “يتقمص “شخصية الطفل ، ويفكر بطريقته لكي يصل الى عقله وتفكيره ، اذا توفرت فيه المميزات والشروط التالية:
معرفة قاموس الأطفال اللغوي، معرفة أصول التربية والأصول الفنية لكتابة القصة أو المسرحية أو الشعر أو الأغنية ، التفاعل مع مادة الحياة التي يختارها للأطفال بروحه وعواطفه، الابتعاد عن غريب الألفاظ والمجاز، استخدام الجمل القصيرة، العلم بمستويات الأطفال من الناحية التفكيرية خلال مراحل الطفولة، معرفة كل مرحلة من مراحل الطفولة من ناحية اهتماماتها وميولها وخصائصها، عدم المبالغة في التفصيل واختيار المعاني الحسية، الاعتماد على اللغة السهلة ، والتمتع بالاحساس الفني الصادق والموهبة الخارقة، التزود بالدراسات والأبحاث المتعلقة بأدب الأطفال، التزود بعلم نفس الطفل حتى يعي مستوى فهم الطفل ووعيه وذكائه، والالمام بجميع المميزات الفنية التي تميز كل نوع من أشكال أدب الأطفال.. فاذا توفرت هذه المميزات والشروط في كاتب أدب الأطفال، فانه يستطيع أن ” يتقمص ” شخصية الطفل ، ويفكر بطريقته، ويصل الى عقله وتفكيره.

* هل يختلف أدب الطفل عن غيره من الآداب ، وأين تكمن صعوبته في نظرك؟
هناك من يدعي أن الكتابة للأطفال عملية سهلة، وهي أبسط بكثير من عملية الكتابة للكبار.. وحسب رأيي : ان هذا الادعاء خال من الحق والحقيقة، لأن الكتابة للأطفال عملية شاقة وصعبة، وتكمن الصعوبة في قاموس الأطفال اللغوي(اللفظي). يوجد للأطفال قاموس لغوي خاص بهم وبعالمهم ، وهذا القاموس يتلاءم مع جيل الطفل، حيث لكل جيل من أجيال الطفولة قاموس خاص بهم من ناحية الكلمات المستخدمة والألفاظ المستعملة، والعبارات التي يعيشها الطفل في حياته الخاصة والعامة، وكلما كبر الطفل ، كبر هذا القاموس بازدياد كلماته وألفاظه وعباراته، وبسبب هذا القاموس الخاص بأجيال الطفولة ، فان أدب الأطفال يختلف عن فروع الآداب الأخرى.
* ما هي أبرز المواضيع التي تعالجها في كتابتك للطفل؟
للأطفال عالمهم الخاص ، وبيئتهم الخاصة، ومواضيعهم الخاصة.. فعندما أكتب للأطفال أفكر في احتياجاتهم وانشغالاتهم، سلوكياتهم وتصرفاتهم، ألعابهم وأوقات فراغهم، أفكارهم وأحلامهم، وأفكر أيضا في كيفية غرس القيم والأخلاق ، وتذويت حب المطالعة والقراءة، والاجتهاد والتعبير عن الرأي ، واحترام الغير، والمحافظة على العادات ، والحث على المسؤولية والابداع ، والإنتاج والتضحية ومساعدة الغير، وحب الوطن والتراث.. فجميع هذه المواضيع أتطرق اليها في كتاباتي للأطفال.

*  لكل اديب عالمه الخاص به يشكله لنفسه كي يحرر ما في داخله من ابداعات مختلفة، فيعرف كيف يلتقط الفكرة وماذا سيبني عليها ، فما هي أجواؤك الخاصة في الكتابة، وكيف تستقي أفكارك؟
لكل أديب عالمه الخاص وأجواؤه الخاصة، وآفاقه الخاصة.. وأما أجوائي الخاصة فيمكنني حصرها بما يلي: الجو الهادئ ، المكان المريح ، الموسيقى الهادئة ، النور الكافي ، الكرسي المريح ، الطاولة الملائمة.. فاذا توفرت هذه الظروف وهذه الأجواء ، فانها تساعدني كثيرا في تجميع الأفكار والتقاطها ، ثم البدء في الكتابة والتأليف والابداع..
* اذا كان الادب المرئي للطفل يعتبر أسهل الطرق للتربية، فما هي المخاطر التي تواجه أطفالنا جراء ما يعرض فيه، وما هي المسؤولية الملقاة علينا؟
للأدب المرئي فوائد ومضار.. وهنا يكمن السؤال: هل كل ما يعرض أمام أطفالنا مناسب وملائم ومقبول؟
حسب رأيي هناك مخاطر في العروض المرئية التي تعرض أمام أطفالنا ، وعلى هذا الأساس ، حتى لا يتعرض أطفالنا لهذه المخاطر، فان المسؤولية تقع علينا نحن الكبار وخصوصا على الآباء والأمهات، وحتى نحمي أطفالنا علينا أن نختار لهم المناسب والملائم لأجيالهم، لكي يجنوا منها الفوائد ، ولكي نبعدهم عن المضار والمخاطر، وافضل طريقة هي أن نشاركهم المشاهدة ، وبعد ذلك أن نجري معهم حوارا قصيرا حول ما شاهدوه، وعلينا أن نستمر بهذه الطريقة، الى أن يعتاد أطفالنا على اختيار الأفضل والأحسن والأنفع… واذا لم نعود أطفالنا على هذا النهج ، فانهم سرعان ما سيقعون في المخاطر والمطبات، وعندها سنندم على تصرفاتهم وسلوكياتهم السالبة..

* مع تطور الحياة والتقدم العلمي والتكنولوجي والثقافي يتطور الأدب ليصبح مواكبا للعصر، فهل واكب الأدب الطفولي أو أدب الأطفال كما يسمى هذا التطور بشكل عام، وأين يتجلى هذا؟
ان أدب الأطفال كائن حي ، يتكيف مع المكان والزمان، ومع التطور والتجديد، وهذا ما نشهده اليوم، حيث ان هذا الأدب يواكب جميع التطورات التكنولوجية والديجيتالية ، ان كان في تطورات وتجديدات البرامج والمسلسلات والألعاب والفعاليات المقدمة للأطفال ، وان كان في النصوص والكتابات والابداعات المقدمة لهم عبر الأجهزة التكنولوجية الذكية، حيث دخلت هذه التطورات والتجديدات الى أدب الأطفال ، وأصبحت جزءا لا يتجزأ من هذا الادب، وقد تطرق الى هذه التجديدات والتغييرات والتطورات الباحثون والدارسون في ابحاثهم ودراساتهم حول أدب الأطفال، كما ويظهر هذا جليا في استخدام أطفالنا لهذه الأجهزة ، واعتمادهم عليها في الكتابة والقراءة والابداع والمشاهدة والحديث والاتصال والتواصل.. فالموضوعات تجددت، والمضامين تطورت، وقاموس الأطفال اللغوي توسع وازداد وكبر..
* على من تقع مسؤولية تقديم أدب بمعنى الكلمة؟
ان مسؤولية تقديم الأدب بمعنى الكلمة ، تقع على عدة أطراف حاصرا إياها بما يلي:
الكتاب والشعراء والمؤلفون والأدباء (وهذا يتعلق بالنصوص التي يؤلفونها شعرا ونثرا)..
المؤسسات والسلطة والمسؤولون (وهذا يتعلق في كيفية اختيارهم للنصوص المطلوبة في المناهج الرسمية)..
المعلمون والمعلمات (في كيفية تمرير النصوص ، وتذويتها في نفوس الأولاد والبنات)..
الآباء والأمهات (في كيفية تذويت النصوص الصحيحة في نفوس أبنائهم وبناتهم).. وحسب رايي: اذا اجتمعت هذه الأطراف مع بعضها البعض ،
وعملت بقلب واحد ، فانها تستطيع ان تقدم أدبا صحيحا (بمعنى الكلمة)، لأطفالنا وفلذات أكبادنا..
* أكد بعض الادباء أن أدب الطفل لدينا يعاني الى أبعد الحدود بفعل عوامل متنوعة، لا تقتصر فقط على شبكة الانترنت وتأثيراتها، وانما يؤجج معاناته موضوع ضعف نتاجنا فيه واعتمادنا على الترجمات للمؤلفات الغربية في الحقل ، ماذا تقول في ذلك؟
لا شك أن الشبكات التكنولوجية والديجيتالية قد أثرت كثيرا على أدب الأطفال ، وقللت الإصدارات في هذا الصدد(وساشرح الأسباب في جوابي لسؤال رقم 18 )، وأنا لا أوافق من يدعي”ضعف نتاجنا واعتمادنا على الترجمات للمؤلفات الغربية”، لأن كتابنا وشعراءنا معروفون بنتاجهم الرصين، وأسلوبهم البليغ، ولغتهم الحافلة بالتعابير الرائعة ، والأفكار الجميلة، وحتى ان مؤلفاتهم تفوق الكتب الأجنبية وترجماتها، من ناحية : الحبكة ، المضمون ، الأسلوب ، الأفكار ، المبنى ، الشكل ، والرسالات الكامنة فيها..
* هل صحيح أن أدب الطفل في العالم العربي اليوم يعيش مأساة وربما تتفاقم بمرور الزمن؟
ان أدب الأطفال يعيش اليوم تحديات وليس ماساة، ومن بين هذه التحديات على سبيل المثال:
الشبكة العنكبوتية بجمالها الخلاب ، وبمحتواها الفاتن ، وبكلماتها الكهربائية ، التي بدأت تحل مكان الكلمات المطبوعة (وأقصد الكتب)..
التحدي الثاني: دور النشر التي بدأت تقلل من إصدارات الكتب ، بادعائها أن عملية اصدارالكتب تسبب لها خسارة كبيرة من الناحية المادية ، وذلك لأن الكتب الديجيتالية بدأت تحل مكان الكتب المطبوعة ..
والتحدي الثالث: هو انتقال الكتاب والشعراء والأدباء الى نشر نصوصهم عبر الشبكات الالكترونية ، وذلك لسهولة النشر من ناحية ، ولسرعة الانتشار من الناحية الأخرى.. فهذه هي التحديات الرئيسة التي يواجهها أدب الأطفال اليوم في العالم العربي، والتي ستؤثر عليه سلبا مع مرور الزمن..

* رسالة محبة وباقة ورد لمن؟
رسالتي الأولى لامرأتي الرائعة ريما(أم شادي)، والى أولادي شادي وفادي ولمى، والى أحفادي بشارة ولين وزيدان.
وأما رسالتي الثانية فاقدمها الى جميع الأطفال في العالم أجمع ، راجيا من العلي القدير ، أن يمنحهم الصحة والتوفيق ، والنجاح والتألق، وأن يبعد عنا جميعا الحروبات والخصومات، وأن تظل أجواء السلام والمحبة مخيمة فوق رؤوسنا وربوعنا..

* كلمة أخيرة تودّ إيصالها إلى الأطفال وإلى الآباء والأمهات…
يا أحبائي الأطفال .. أنتم الزهرات والورود التي تزين حياتنا.. وانتم رفعتنا وشموخنا ومستقبلنا، حافظوا على البذور الصالحة التي غرسها آباؤكم وأمهاتكم في نفوسكم ، واتبعوا الأخلاق الحسنة، والقيم الرفيعة ، والتعاليم السامية، كونوا على قدر المسؤولية ، اقرأوا.. طالعوا.. احفظوا.. حاولوا.. جربوا.. ابدعوا.. انتجوا.. وتأكدوا أن المستقبل سيفتح يديه لضمكم واستقبالكم ، متمنيا لكم الصحة والنجاح والتوفيق والسعادة والهناء وتحقيق كل ما تصبون اليه.. انه السميع المجيب .
ويا أيها الآباء والأمهات.. لقد منحكم الله البنين والبنات ، وهم أغلى ما في الوجود ، وجعلهم زينة الحياة.. فاشكروا ربكم على هذه النعمة دائما وأبدا.. وما أرجوه من حضرتكم هو: أن تقوموا برعاية فلذات أكبادكم، أن تلبوا احتياجات أولادكم وبناتكم، أن تغرسوا في نفوسهم القيم الرفيعة والأخلاق الحسنة، وأن تشاركوهم، تعلموهم، تشجعوهم ، وتدعموهم.. لأن أطفال اليوم هم رجال المستقبل.. والشكر لله دائما وأبدا.

 وقبل ان نختم لقائنا  بالدكتور بشارة مرجية لابد من الاشارة الى انه   متزوج ، وجد لثلاثة أحفاد. وحصل على شهادة الدكتوراة عام 1995 ، بعد أن قدم رسالة رائعة عن شخصية المرأة في الأدب العربي القديم حتى القرن الثامن عشر. 
في ختام هذا الحوار، أشكر موقع  ” وطن برس ” ورئيس تحريره الأخ الاعلامي محمد بكر متمنيا لهم جميعا دوام التالق والنجاح والصحة والهناء

اترك ردا

Developed and designed by Websites Builder Ph:0449 146 961