كتب / صادق فرج التميمي – بغداد
هي اشواق شلال عكار الجابر المولودة في عام 1970 في البصرة، وشُهرتها الصحفية والإعلامية وناشطة في مجال حقوق الانسان وسفيرة للسلام أشواق الجابر .. وكُنيتها (أُم مريم) ..
تعرفت عليها في أواخر عقد التسعينيات حينما كُنت بمحافظة البصرة بضيافة أحد أعمدة الصحافة البصرية الكبير جاسم داخل (أبا عمار)، وكان مكان التعارف مبنى المجمع الثقافي في البصرة الذي يضم مكاتب عدة للصحف المحلية ووكالة الانباء العراقية (واع) ..
تخرجت الزميلة اشواق الجابر في الصف الاعدادي بثانوية الاندلس للبنات في البصرة عام 1988، ثم حصلت على بكالوريوس بعلوم الحياة في جامعة البصرة عام 1992 ..
قبل ان تلج مهنة المتاعب مارست التدريس الثانوي لسنوات عدة، لكنها تخلت عن التدريس مُفضلة تحقيق رغبتها بالعمل كصحفية مُتخصصة بالشؤون العلمية مُستفيدة من تخصصها الجامعي، فبدأت أولى خطوتها بنشر مقالات علمية في صحيفة (البصرة) التي قادتها للعمل كصحفية مُتدربة في مكتب مجلة (ألف باء) في البصرة الذي كان يُديره الكبير الزميل ماهر فيصل ..
وكعادة كبار المهنة راح الزميل ماهر فيصل يُسدي لها النُصح والمشورة لرفع قابلياتها المهنية في كيفية تداول فنون المهنة وأهمية مُتابعة كل جديد فيما يخص الخبر والتقرير والتحقيق العلمي فأخذت بنصحه ومشورته وإرشاداته فكان بحق خير مُعلم ..
اشواق الجابر شخصية نقية حسنة السيرة والسلوك، نقاؤها وسيرتها دفعت بزميل المهنة البصري محمد بكر لطلب يدها من عائلتها الكريمة، وحين تزوجا غادرا العراق متوجهين الى العاصمة الأردنية عمَّان لطلب اللجوء حيث الحصار الأمريكي ضد العراق كان يضرب أطنابه على العراقيين (1990 ــ 2003)، وفي عمَّان طرقت ابواب مكتب صحيفة (الزمان) الذي كانت تُديره آنذاك الزميلة ندى قدومي والتي طلبت من الجابر رفد الصحيفة بالمقالات والاخبار والتحقيقات العلمية، وهكذا فعلت ..
وحين نجحت إزدادت نشاطا وحيوية في مُتابعة عملها الصحفي حتى صارت مندوبة رسمية للجانب العلمي في الصحيفة، فراحت تتولى تغطية المؤتمرات العلمية التي كان يحضرها اطباء من مُختلف انحاء العالم في العاصمة عمَّان، وحين إشتد يراعها وقلمها راحت الجابر تُمارس العمل التطوعي مع منظمات المجتمع المدني ومنها (منظمه كير الدولية) و(منظمه ميزان لحقوق الانسان)، وكان الهدف من وراء ذلك مُساعدة اللاجئين العراقيين وتقديم كل الدعم الممكن لهم ..
وفي هذا السياق الإنساني بدأت (أُم مريم) المساهمة مع مجموعه من النساء العراقيات في تأسيس (لجنة شمس الرافدين)، وكان لها دور بارز وفعال في تقديم الدعم والمشورة للعوائل العراقية الموجودة في عمان، إذ قامت في اصدار نشرات اعلاميه لإبراز الدور الذي تقوم به المرآة العراقية التي تحملت الكثير من الصعوبات في محطات اللجوء ..
بعد عام الاحتلال الأمريكي للعراق 2003 تحولت عمَّان الى ورشة عمل كبيرة للكثير من المؤسسات الإعلامية الجديدة التي تأسست بعد هذا العام، وتغيَّر الخطاب الإعلامي من خطاب شمولي الى اعلام حُر ومتعدد، وبرز الرأي الآخر المغيب والمهمش، فشاركت في عدد من الدورات الإعلامية منها دورة اذاعيه نظمتها محطة (BBC) وأحرزت فيها المركز الاول، أضافة الى الورش التدريبية الأخرى التي نُظمت للإعلاميين بالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة وعدد من الدول المانحة لدعم الاعلام ..
تلقت (أُم مريم) وهي في عمَّان طلبات للعمل كمراسلة لحساب صُحف عراقية عدة نذكر منها (الصباح الجديد) التي أسسها الإعلامي إسماعيل زاير و (المنارة) التي أسسها الدكتور خلف المنشدي في البصرة و(الأضواء) التي أسسها ويرأس تحريرها الشاعر والصحفي محمد جواد الدخيلي، والتي مازالت مُستمرة بالعمل معه حتى الآن ..
في العام 2006 غادرت عمَّان بصحبة الزوج الصالح والمُعلم الثاني محمد بكر الى استراليا، وإختارت العيش في مدينة فيرفيلد، وهي مدينة بملامح وهوى عراقي، فالأغلبية هم من الجالية العراقية، ووجدت هناك صُحف عراقية ولبنانية تصدر باللغة العربية ومنها صُحف (التلغراف ــ الفرات ــ العراقية)، وصحيفة (الفرات) التي يرأس تحريرها الصحفي العراقي حسين خوشناو ابواب صفحاتها لها ، وفي هذه الصفحات بدأت الجابر بنشر تحقيقات مُصورة عن العوائل العراقية التي هاجرت الى استراليا، حيث لاقت منشوراتها صدى في صفوف الجالية العراقية ، فضلا عن عملها في مجلة (النجوم)، وهي مجلة شهرية تصدر باللغتين العربية والإنكليزية في سدني ويرأس تحريرها الشاعر والاعلامي العراقي وديع شامخ ، كونها إحدى كُتاب صحيفة (الزمان) التي تصدر في لندن للمدة (2000 ــ 2006) ، فيما تشغل حاليا نائب رئيس تحرير صحيفة (وطن برس الإلكترونية) التي صدرت عام 2012 ..
في عام 2008 تمَّ منحها العضوية في جمعية الصحفيين الاستراليين بعد ان تخلت نقابة الصحفيين العراقيين عن منحها العضوية رغم مطالبتها المتكررة لها في هذا العام والاعوام التي سبقت وجودها في البصرة وعمَّان، وفي العام 2010 تَّم منحها شهادة سلام من قبل الاتحاد العالمي للسلام فرع استراليا ..
على هامش تنظيم استراليا لبطولة كأس آسيا في عام 2015، تَّم اختيارها كسفيرة للجالية العراقية في البطولة وتَّم منحها شهادة تقدير من قبل الاتحاد الأسترالي لكرة القدم ..
في العاصمة الاسترالية كانبيرا أسست (المركز الاكاديمي الثقافي والاجتماعي العربي في كانبيرا) لتعليم اللغة العربية لأبناء الجالية العربية والعراقية على وجه الاخص ..
يقول عنها رئيس تحرير مجلة (النجوم) الإعلامي العراقي وديع شامخ في اطار تقييم عملها المهني وكسفيرة للسلام (لقد كان لوجود الزميلة الصحفية الدؤوبة والمتجددة اشواق الجابر مع كادر وكتّاب المجلة إضافة نوعية مُهمة لما تمتلكه من مؤهلات في إقتناص المواضيع سواء المقالات أو التقارير أو التحقيقات ، ومعرفة طريقة المعالجة للموضوع بشكل احترافي ومهني وموضوعي ، لذا كانت صفحتها الشهرية في المجلة لها نكهتها المُميزة ، لأن المادة مكتوبة بجهد عن ظواهر أو شخصيات واقعية تحرص على انتقائها ميدانيا وبشكل مُباشر دون اللجوء الى الاستعارة من المصادر المتوفرة على النت كما يفعل البعض ، لذا فهي حريصة على انجاز مواد صفحتها بكل ما هو جديد ومتنوع، إذ انها لا تقف في زاوية أو قالب مُحدد أو مُكرر ، وهذه الروح الباحثة عن كل ما هو مُثير وجديد وحصري للمجلة جعلها مُتميزة في عملها وأمينة مع مواضيعها وشخصوها والمجلة معا .. أتمنى للزميلة الجابر كل التوفيق في مسيرتها الصحفية التي شهدت جزءا منها في العاصمة الأردنية عمَّان حيث كانت أشواق تكتب مواضيع في صحيفة الزمان بطبعتها الدولية، وكانت تحتل مكانة طيبة مع أقلام الزمان وخصوصا في المواضيع العلمية والاجتماعية، وهذه خبرة مُهمة ساهمت في تطوير أدواتها لغة وإسلوبا) ..
كُتب في بغداد ــ الاثنين 30 آذار 2020 ــ لحساب موسوعة (صحفيون بين جيلين) .. صادق فرج التميمي (أبو هبة)