*أشواق شلال الجابر – كانبيرا
وطن برس اونلاين:
في عالم الحيوان قد يحدث الحب من أول نظرة ، وقد كشف العلماء في دراساتهم إلى أن الحيوان له مشاعر عاطفية قد يستجيب بها الذكر والأنثى على حد سواء ، فذكر الذبابة المنزلية يستجيب للأنثى من النوع نفسه بمجرد رؤيتها فيطير إليها وهي على بعد مسافة طويلة ليقف فوق ظهرها . وعبر رحلة طريفة في عالم الإحساسات الحيوانية الراقية فليس أي ذكر يعشق أي انثى كما أنه ليست كل أنثى تعشق أيا من الذكور ، فحينما يعجب ذكر بأنثى معينة ويحبها يبدأ في أستمالتها بالغزل العفيف وغير العنيف ، فيرقص لها رقصات خلابة أو يعزف لها موسيقى فاتنة أو يبعث لها عبر الهواء بالعطور الفواحة والروائح الجذابة أو يبهرها بأضواء براقة أو يتجمل أو يستعرض قوته وعضلاته أمامها . وفي النهاية قد تستجيب الأنثى ولا تستجيب وقد يحدث العكس فتعجب الأنثى بذكر ما وتبدأ هي في إغوائه .أن قدر لأنثى سرطان البحر أن تمر في موسم التكاثر أمام ذكر من نوعها نفسه فأنه يلقى بنفسه أمامها ويقف على أطراف أقدامه ويرفع مخلبيه الضخمين ذوي الألوان الزاهية إلى أعلى بصلابة وأستعراض ، فإذا لم تعره الأنثى أي أهتمام فإنه يجري إلى حيث يمكن أن تراه ويقف من قبل فإذا أبتعدت عنه مسافة كبيرة فإنه يعود إلى حجرة يائساً وقد شعر انها لاتقبل غزله .
ويرتدي ذكر سمكة الشمس حلة زاهية الألوان من أجل أنثاه في موسم التزاوج وتبدو على جسمه نقط برتقالية فاتحة ومرتبة معاً بصورة رائعة . وهناك نوع من الحشرات يسمى الذباب الراقص فهو يطير في جماعات راقصة فوق الأشجار والمياه ويسمى علماء الحيوان هذا الزفاف لأنه بعد أنتهاء هذا الحفل ينزل الذكور والإناث إلى الأرض للتزاوج وعند النمل طيران أخر يسمى طيران الزواج فيطير النمل في الليل وعندما يصل إلى الأرض يفقد اجنحته ، ويتجول على الأرض ، حتى يتقابل مع الملكة التي تكون هي ايضاً قد فقدت أجنحتها . وقد تكون هذه المقابلة داخل العش او خارجه ويغازل ذكر الفيل أنثاه أيضاً ويتعانقان بالخرطومين كما لو كانا عاشقين متيمين . اما متاعب الحياة الزوجية فيعرفها عالم الحيوان أيضاً وخصوصاً بعض الأزواج مثل الخنافس مثلاً قد يعاكس أحد الذكور زوجة غيره ويبغي أختطافها ويحدث أن تكون هذه الزوجة عفيفة ، فترفض معاكسته وتقاومه بكل جهدها حتى يأتي زوجها فيدفع عنها معاكسته وتقاومه بكل جهدها حتى يأتي زوجها فيدفع عنها معاكسة هذا الذكر المحرم ، ولاتكتفي هي بترك زوجها يقاتل بل تساعده في ذلك وقد تكون الزوجة الخنفساء لعوباً فتستجيب لإغراءاته ومعاكسات الذكور الغرباء ، وتذهب مع العشيق المعاكس وتتخلى عن زوجها فتدب نار الغيرة في الزوج المخدوع ويشتعل غضباً لتلك الخيانة فيصر على النتقام والفتك بغريمه وتدور بذلك معارك عنيفة بين الذكور وإذا أتخذ الزوج الخنفس عشيقة له وخان زوجته الأصلية تنتحر هذه الزوجة وتموت كمداً .
وهناك نوع من الفئران يعرف بأسم الفأر راقص الفالس وهو دائماً يحري في دوائر متبختراً بطريقة خاصة غاية في الدقة والرقة والفتنة . وفي حلبة الرقص يحدث صراع بين الحشرات الراقصة في أية حفلة راقصة يوجد بها إناث وذكور ففي رقصة الدخان عند بعض أنواع الذباب تتجمع الذكور في حشد كبير إذا أتى المساء وعند دخول أية أنثى في حلبة الرقص يفتن بها الذكور يدب الصراع بينهم حتى يفوز أحدهم بها وللموسيقى مكانه مهمة في عالم الحيوان والأعضاء المتخصصة لإصدار الأصوات الموسيقية في الحشرات تسمى عموماً أعضاء الصريف وفي الحشرات الموسيقية مايغنى غناء فردياً أو يغنى في كورس ومايقرع الأذان قرعاً ومايطوف النفس طرباً . وفي احدى التجارب العلمية سارعت أنثى الصراصر نحو سماعة التليفون التي ينبعث منها صوت موسيقى صادر عن ذكر معزول في مكان بعيد وهو يغني لنداء الأنثى وللأضواء علاقة قوية بالحب في عالم الحيوان فعندما يتقابل ذكر وانثى حشرة الفانوس فإن رأسيهما تضاءان وتظل الأضواء متوهجة حتى يجنتمعا مع بعضهما وفي موسم الغزل والتكاثر تسبح إناث دودة برميودا النارية حلقات فوق سطح البحر وهي متلالية بالأنوار وتراها الذكور فتتجه إليها قادمة من عمق البحر وفي حيوان الايوفوزيا يستطيع كل جنس أن يحدد االجنس الآخر من على مسافة 30 متراً وذلك بعمل إشارات ضوئية متبادلة ومتفق عليها بين الذكر والأنثى والإضاءة قد تكون لها أغراض أخرى غير الغزل مثل أستدراج الفريسة لاصطيادها والتغذي عليها أو للدفاع عن النفس .
* باحثة وصحفية عراقية مقيمة في استراليا