عمان/ ناجحة كاظم
بدأ التنافس يتصاعد شيئا فشيئا بين الأطراف السياسية العراقية على الانتخابات المزمع إجراؤها في آيار المقبل، رغم عدم الإعلان عن موعد الدعاية الانتخابية حتى الآن. وتسود حالة عدم اليقين بشأن إمكانية عدم استبعاد بعض المرشحين من القوائم من قبل هيئة المساءلة والعدالة، إلا أن بعض الأطراف بدأت برفع صور المرشحين في شوارع بغداد والمدن الأخرى بدون وضع تسلسل المرشح فيها.
ويعتقد مراقبون ان اختيار موعد الانتخابات في 12/ آيار المقبل، تم تحديده في ضوء التقويم الشيعي الذي يؤمن فرصة للمرشحين الشيعة، لاسيما الفاشلين والفاسدين، الاستفادة من المناسبات الدينية في شهري رجب وشعبان، على غرار ما كان يحدث في انتخابات 2005 و2009 عندما كانت الانتخابات تجري في اثناء مراسيم عاشوراء. ولاحظ المراقبون الظهور المكثف للسياسيين في مناسبة وفاة الامام علي الهادي في الثالث من رجب الأصب، بينما نقلت كاميرات العتبة الحسينية اليوم الجمعة 23/ اذار وجود ابو مهدي المهندس في الصف الاول لصلاة الجمعة، وقبلها كان هادي العامري رئيس ائتلاف الفتح يتصدر الصف الأول. ويؤكد المراقبون ان حمى تواجد ومشاركة المرشحين الشيعة بالمناسبات الدينية ستتصاعد وتيرتها، ابتداءا من ليلة الثالث عشر من رجب الجاري، ذكرى مولد الامام علي بن ابي طالب، وستبلغ ذروتها في ذكرى استشهاد الامام الكاظم في الخامس والعشرين من رجب، وهي المناسبة الاضخم في بغداد على الاطلاق، فيما سيشارك السياسيون السُنّة بكثافة في احتفالات المبعث النبوي التي تقام سنوياً في جامع ابي حنيفة بالأعظمية، مساء السادس والعشرين من رجب.
لكن ساسة الشيعة بحسب المراقبين يتفوقون على اقرانهم من العرب السُنّة والكرد، من خلال استمرار المناسبات الدينية الشيعية خلال النصف الاول من شهر شعبان، الذي يضم مناسبات شيعية تتمثل بمواليد عدد من الأئمة، لاسيما الحسين والعباس والامام المهدي المنتظر. وبالاضافة الى ذلك، فان الساسة الشيعة لن ينسوا (البعبع) الذي دأبوا على تخويف ناخبيهم به، اذ يزعم بعض قياديي ائتلاف دولة القانون بزعامة المالكي، إن “رؤساء كتل سياسية وقضاة في المحكمة الاتحادية يمارسون ضغوطات على هيأة المساءلة والعدالة لاستثناء بعض الشخصيات المشمولة بقانون اجتثاث البعث”. وقالوا أن “الهيأة ونتيجة لتلك الضغوط منحت استثناءات لبعض القيادات الكبيرة في حزب البعث المحظور ليكون بإمكانهم المشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة”.
وبالاضافة الى طرائف المشهد الانتخابي التي تتكرر منذ سنوات، لاسيما اقامة مآدب الطعام والولائم الدسمة من قبل بعض المرشحين لكسب أصوات انتخابية، ما يتسبب بارتفاع أسعار المواشي فضلا عن توزيع هدايا ووعود بوظائف وفرص عمل ولا ننسى الهدايا العينية، الا ان انتخابات هذا شهدت نشاطاً من نوع يتمثل باقدام بعض المرشحين في البصرة والعمارة والناصرية والانبار بشراء بطاقات الناخبين مقابل 100 دولار للبطاقة، لضمان اصواتهم.
وسيخوض 320 حزباً سياسياً وائتلافا وقائمة انتخابية الانتخابات بـ 6904 مرشح. وتتوزع عدد المقاعد المخصصة لكل واحدة من محافظات العراق والتي سيتنافس عليها المرشحون، حيث توزعت المقاعد النيابية البالغة 329 عليها كما يلي: أربيل 16 مقعدا، الانبار 15، البصرة 25، السليمانية 18، القادسية11،المثنى 7 مقاعد، النجف12، بابل17، بغداد 71، دهوك12، ديإلى 14، ذي قار 19، صلاح الدين 12، كربلاء 11، كركوك 13، ميسان 10 مقاعد، نينوى 34، واسط 12 مقعداً. وتحاول مفوضية الانتخابات هذه المرة إجراء الانتخابات ألكترونياً واعلان النتائج بعد 24 ساعة من الاقتراع.