فبصل عبد الحسن :
عند الحديث عن جريدة ” وطن بريس ” الغراء في ذكرى صدورها الثالثة، فإننا نتذكر الجهود الجبارة التي بذلها المبدع الزميل محمد بكر، والزميلة أشواق الجابر، لإقامة هذا المشروع الصحفي الرائد في عاصمة مهمة ككانبيرا وفي بلد أجنبي كبير كأستراليا. أن مغامرة كهذه المغامرة تكون دائماً محفوفة بمخاطر الفشل أو الأنضواء تحت اغراءات طلب الإعانة المادية من الدولة الإجنبية المضيفة، ولا ضير في هذا إذا كانت تلك الإعانة غير مُلزمة للجريدة وأصحابها بأي تضحيات صحفية في الرأي الحر، والموقف الشريف من قضايا العرب الوطنية في التحرر والتقدم، وأول قضايانا العادلة قضية فلسطين.
لقد سبح الزميلان بكر والجابر في مياه بالغة العمق، وهما يضيفان للصحافة العربية عيناً وإذناً وعقلاً منيراً وكلمة شريفة، وموقفاً صريحاً من قضايا الأمة العربية برعايتهما ميلاد صحيفة عربية مستقلة في بلد المهجر أسمها “وطن بريس “.
وفي الوقت الذي تجد فيه الصحافة الورقية أنحساراً وخسارات مالية في أرقى وأكبر الجرائد العالمية، فإن الوطن بريس ناضلت لتبقى نافذة للخبر الصحيح، والرأي الواضح، فلديها الخبر مقدس والتعليق حر، وهي لا تزال بعد هذه السنوات الثلاث تصدر من دون توقف. قراؤها وكتابها في مختلف أنحاء العالم يتابعونها عبر موقعها الأنترنيتي، وكل يوم يزدادون، فهي وضعت خلف ظهرها كل صغائرنا كا” الطائفية، والحزبية والقبلية، والمناطقية” وكتبت بحرف عربي فصيح، رأي من لا يجد مكاناً لقول رأيه، ونص من لا يجد مكاناً لنشر نصه.
لقد كتبتُ في ” وطن بريس ” أفضل ما كتبتُ وطلبت من ولدي عمر، الذي أختار مهنة المتاعب ” الصحافة ” من خلال دراسته في كلية الصحافة في المغرب أن يكتب في الوطن بريس، فهي جريدة كل الأجيال، والمتفتحة على جميع الأراء والثقافات.
تحية للوطن بريس في ذكرى صدورها الثالثة، وتحية لمن وقف مع كادرها التحريري، ورسم لمستقبل لغتنا العربية في المهجر ألف ألف باب للتعريف بنا، وبحضارتنا وثقافتنا وتأريخنا المجيد.
*كاتب عراقي مقيم في المغرب