نجدت كبو / سيدني
شهد الوطن العربي في الاسبوع الماضي رحيل قامات عربية غنائية وموسيقية حيث تلقت الجماهير العربية والاوساط الفنية رحيل أميرة الطرب العربي الفنانة وردة الجزائرية يوم الخميس الماضي ، أثر سكتة قلبية مفاجئة وهي داخل شقتها في القاهرة غيبتها عن الحياة وبذلك فقد الوسط الفني والساحة الغنائية أسطورة من أساطير الغناء .
ففي اللحظات الاخيرة قبل أسلامها الروح طلبت وردة نقلها سريعاً الى الجزائر بحسب ما كشفت عنه زوجة أبنها رياض حيث قالت السيدة لمياء زوجة نجل الفنانة وردة أن أخر شخص تحدث الى الفنانة الراحلة كانت مرافقتها الدائمة نجاة حيث قالت أن أخر كلام قالته وردة لمرافقتها هو أنا لاأريد أن أنتظر كثيراً , أريد العودة الى الجزائر فوراً , ثم هوت فجأة لتنتقل الى الرفيق الاعلى في ثوان على حد وصفها وفعلا بعد وفاتها حيث شيع المصريون يوم الجمعة الماضي جثمان الفقيدة الفنانة وردة وأدى المصلون صلاة الجنازة على الجثمان في مسجد صلاح الدين في القاهرة , وبعد الصلاة تم نقل جثمان الراحلة الى الجزائر على متن طائرة خاصة أمر بها الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة حيث وارى الثرى في الجزائر.
وفي الجزائر بعث الرئيس بوتفليقة برقية تعزية الى عائلة الفقيدة قال فيها : شاءت حكمة الله عز وجل وعلا أن تودع وردة دنياها وهي تستعد مع حرائر الجزائر وأحرارها للاحتفال بالذكرى الخمسين لعيد الاستقلال وأن تسهم فيها بابداعها كما أسهمت في ثورة التحرير الوطني بما كانت تقدم لجبهة التحرير من أعانات مالية الى مكاتب الحكومة المؤقتة خاصة في مكاتبها في لبنان حيث كانت الراحلة تمد الثورة بالمال وهذه من الامور التي لم تتحدث عنها الراحلة وردة طوال حياتها ولم تصرح يوماً بأنها امدت الثورة وجبهة التحرير الوطني باموال لشراء السلاح وكل مايلزم حيث يجهل الكثير من الجزائريين علاقة الراحلة وردة بالثورة سوى أنها غنت للانتصارات والثورة ولعيد الاستقلال , وقبيل دفن جثمانها تم القاء النظرة الاخيرة على فقيدة الجزائر وردة صباح يوم السبت الماضي في قصر الثقافة باعالي العاصمة وتم دفنها ظهراً في المقبرة المخصصة لكبار الشخصيات في الجزائر وفيها دفن قبل أيام الرئيس الاول لجمهورية الجزائر أحمد بن بلة , ومن جانبها ذكرت وزيرة الثقافة الجزائرية خليدة تومي أن صوت الراحلة وردة يعتبر من أروع الاصوات في الجزائر والعالم العربي , من جانبها أفردت الصحف الجزائرية مساحات واسعة للحدث ونشرت صوراً في الصفحات الاولى موشحة بالسواد بينما تظهر فيها الفقيدة وردة وهي مبتسمة , وكان أخر عمل فني بارز لدى جمهور وردة في الجزائر هو أغنية مازال واقفين التي تم بثها على نطاق واسع قبيل الانتخابات البرلمانية , وقد حضر مراسيم دفن الفقيدة وردة الجزائرية عدد كبير من الشخصيات العربية وعدد من الفنانين والمطربين العرب خاصة ممن زامل الفقيدة مشوارها الفني , الجدير بالذكر أن الراحلة وردة قد ولدت في فرنسا في 22 تموز عام 1932 من أب جزائري وأم لبنانية من عائلة بيروتية وللراحلة وردة ولد أسمه رياض وأبنة وأسمها وداد .
من جانب أخر توفي في العاصمة الاردنية عمان ظهر يوم الخميس الماضي أستاذ الموسيقى العراقية وعازف الكمان الشهير غانم حداد 87 عاماً أثر أزمة صحية المت به وادخلته في غيبوبة لمدة 24 ساعة , من جهتها ذكرت عائلة الفقيد الكبير أن الراحل حداد قد توفي بعد صراع مع المرض أدخل على أثره في مستشفى عمان الجراحي قبيل أسبوع من وفاته ونقل الى صالة الانعاش بسبب تدهور وضعه الصحي حتى فارق الحياة .
ويعد الموسيقار غانم حداد أحد أبرع عازفي الكمان في العراق وقد تخرج من تحت يديه الكثير من العازفين المبدعين ويعتبر من الذين أسسوا الثقافة الموسيقية العراقية ومنحوها جمالاً وبهاءً بالفن الراقي والرقي الموسيقي, ولد الفنان غانم حداد في بغداد عام 1925 وأكمل تعليمه الابتدائي في مدرسة الرصافة فيما أكمل مرحلتي المتوسطة والاعدلدية في الثانوية المركزية في بغداد , درس الموسيقى في معهد الموسيقى وحصل على شهادة الدبلوم في الموسيقى وبتفوق , بدأ نجمه يسطع منذ تلك الفترة في أوائل الخمسينات حتى أستطاع أن ينال المرتبة المرموقة في الموسيقى بصفة فنان مبدع لالة الكمان وكذلك ألة العود , عمل في أذاعة بغداد وتولى مسؤولية الفرقة الموسيقية لدار الاذاعة العراقية وقدم العديد من المؤلفات الموسيقية .