ـ أسماء محمد مصطفى
نقلا عن زميل لي نشر في صفحته أنّ شابا ً كادحاً يعمل في الشارع ، قبل أن يلفظ أنفاسه الاخيرة من جراء إنفجار ، كان يصرخ ويبكي قائلا غنه ليس خائفا من الموت (بس الليلة جهالي ماعدهم عشه يتعشون واخاف يگولون ابونه قصر ويانه) ..
هذا الذي قرأته ، يدمي القلب قبل العين ، فهو يتعلق بجميع الكادحين والأبرياء ، الذين يكدحون يوميا للحصول على رزق بسيط لأطفالهم كي يشبعوا جوعهم بحلال ، لكنهم يذهبون ضحايا لأولاد الحرام وأكباشَ فداء للكراسي وللسراق والناهبين والمسعورين ممن ملأوا بلادنا بشتى أنواع البلاء والفساد ، حتى بات الامل ضعيفا في أن يتخلص العراق منهم ، فهم مجموعة من أفواه تكشر عن أنياب تنهش بجسد العراق .. هي بطون شبعت بعد جوع ، بل إنها لاتشبع ، وكروش لاينتهي انتفاخها ، وضمائر ميتة .. مجموعة سفلة ابتلي بهم العراق وشعبه ، لايتوانون عن فعل أي شيء من أجل أن يبقوا هم وعوائلهم .. لاأبقاكم الله ولاأبقى أحبابكم أيها الأنذال ، يامن تقتلون العراقيين باستمرار وتيتمون الأطفال وترملون النساء وتزيدون من مساحات السواد في بلادنا وعلى جدران البيوت .
لعنة الله عليكم ، مسحتم وجوهكم بالقذارات حتى راح عنها الحياء ، وأكلتم الحرام وتقولون هل من مزيد ؟
دماء الشهداء والمحرومين والمفجوعين والمختَطَفين برقابكم أيها الفاسدون ، القتلة ، المتاجرون بدماء الأبرياء .. تلك الدماء التي تسفكونها ، كي تشربوها في كؤوس لياليكم القذرة على موائد نذالتكم وخستكم .
آهات أطفال الشهيد الذي لم يصل تلك الليلة اليهم بالخبز ، ستظل تتصاعد وتتردد أيها الأوغاد يامن رخصتم حياة من لاعلاقة لهم بصفقاتكم الحقيرة .. لو كنتم رجالاً مااستهدفتم الفقراء والبسطاء والكادحين .. لكن من أين يأتي الجبان بالرجولة ؟
ولأنكم لاتستحقون أن تُخاطبوا بلغة غير هذه اللغة ، نقول لكم .. تف عليكم وعلى منابتكم الفاسدة .. تمتعوا الآن بكونكم أحذية لشهواتكم وأطماعكم وأسيادكم .. لكن سيدوس عليكم العراقيون ، لأنّ قذارتكم فاقت كل القذارات أيها الرخيصون ، ولانّ دموع الأطفال والمحرومين والمضطهدين كما هي دماء الشهداء غالية .