جوناثان أموس – بي بي سي
سوف تكشف مهمة القمر الصناعي الجديد عن الطريقة التي تصنع بها الشمس هذا النظام الشمسي ستقود الصناعة البريطانية انتاج قمر صناعي شمسي، أي سفينة فضاء تدور حول الشمس والتي ستكون أقرب إلى الشمس من أي قمر صناعي آخر حتى اليوم. وسيقوم هذا القمر الصناعي الشمسي بالتقاط صور واخذ قياسات من داخل مدار عطارد، وذلك للتوصل إلى معلومات أدق بشأن العوامل التي تقود سلوك وحركة النجوم الديناميكية.
ووقعت وكالة الفضاء الأوروبية عقدا مع شركة أستريوم بريطانيا لانتاج هذا القمر الصناعي والذي من المتوقع إطلاقه عام 2017. وتبلغ قيمة الصفقة المبرمة بين الجانبين نحو 300 مليون يورو، مما يجعلها من أكبر الصفقات في هذا المجال في المملكة المتحدة من خلال وكالة الفضاء الأوروبية.ويتزامن توقيع هذا العقد بشكل رسمي مع الذكرى الخمسين للنشاط البريطاني في عالم الفضاء. ففي 26 من شهر بريل/نيسان عام 1962 أصبحت بريطانيا من الدول التي ارتادت الفضاء، وذلك بإطلاقها لأول قمر صناعي لها باسم إريل-1. والتقى مدير الوكالة الأوروبية للفضاء ألفارو جيمينز، والمدير التنفيذي لشركة أستريوم ميراندا ميللز لتوقيع العقد، وذلك بمتحف لندن للعلوم، وهو المكان الذي يعرض فيه القمر الصناعي البريطاني إريل-1.
ومن المنتظر أن يتخذ هذا القمر الصناعي بعد إطلاقه مدارا متميزا في قلب النظام الشمسي، كما سيكون على مقربة من الشمس بمسافة تقدر بنحو 42 مليون كم، وهو ما يتطلب من مركبة الفضاء أن تحمل درعا قويا يتحمل الحرارة المرتفعة. ويقول رالف كوردي رئيس قسم العلوم بشركة أستريوم “ستكون مشكلة ارتفاع الحرارة مشكلة كبيرة جدا، وإذا لم تكن مركبة الفضاء محمية بشكل كاف، ستصل درجة حرارة سطحها إلى 500 درجة، وهو ما سيكون أمرا كارثيا.”
وأضاف أن الشركة سوف تستخدم دروعا حرارية لتقليل درجة الحرارة داخل المركبة الفضائية وأنظمتها لتصل إلى درجة حرارة الغرفة، وذلك حتى تتمكن كل الأجهزة الالكترونية من العمل بشكل مريح.” وسيكون من شأن هذه المهمة الجديدة في الفضاء أن تساعد في فهم كيفية تأثير الشمس على بيئتها المحيطة، وخاصة كيفية حدوث توليد الجسيمات المشحونة بالطاقة وتسريع تدفقها، وهي الجسيمات التي تسبح فيها الكواكب المختلفة. ويقول لويس جرين أستاذ علوم الشمس الفيزيائية بجامعة لندن “سوف تكشف لنا مهمة القمر الصناعي الجديد عن الطريقة التي تصنع بها الشمس هذا النظام الشمسي، والذي يمكن أن نفكر فيه باعتباره الغلاف الجوي الشمسي.”وأضاف: “الغلاف الجوي للشمس حار جدا وهو آخذ في التوسع في الفضاء لنحو 17 مليار كيلو متر. ونحن لا نعرف كيف تكون هذا الغلاف، وكيف يتغير بمرور الوقت، ولكن من المنتظر أن تكشف لنا هذه المهمة عن أماكن الانبعاثات التي تأتي إلينا من الشمس، وذلك حتى نفهم بالضبط كيف صنعت هذا الفقاعة الكبيرة.” إن العواصف الكبيرة التي تحدث على سطح الشمس والتي تقذف بملايين الأطنان من الجسيمات المشحونة التي تخرج للفضاء قد تؤثر على المجال الكهرومغناطيسي للأرض، مما قد يخل بمجال الاتصالات وقد يلحق الضرر في أسوأ الأحوال بالخطوط الكهربائية الالكترونية والأقمار الصناعية. ويأمل العلماء في أن يتمكنوا من التنبوء بمثل هذه الأحداث في وقت مبكر وبأفضل طريقة ممكنة. ويأتي هذا المشروع الجديد بالتعاون بين الوكالة الأوروبية للفضاء ووكالة ناسا الأمريكية للفضاء، وستقدم الأخيرة جهازا للاستشعار والصاروخ الذي سيطلق القمر الصناعي إلى الفضاء.
وجاء هذا المشروع بعد مسابقة بين العلماء أجرتها الوكالة الأوروبية للفضاء للتوصل إلى أفضل طريقة لإطلاق مهمة فضائية ذات مستوى متوسط، والتي يمكن أن تكون جاهزة للإنطلاق في أواخر هذا العقد. وسوف تطلق الوكالة الأوروبية للفضاء قريبا مشروعا أخر تطلق عليه اسم “إيوسليد” والذي ستكون مهمته التحقيق في الظواهر الغامضة في الكون المعروفة باسم الطاقة المظلمة و المادة المظلمة والتي تبدو أنها تهيمن على الكون من حولنا والتي نراها من خلال التليسكوبات. وسيتكلف هذا المشروع الجديد التي سيعلن عنه الأسبوع المقبل أكثر من مليار يورو، ومن المتوقع أن تكون من مهامه دراسة الأقمار الجليدية لكوكب المشتري.