بروكسل / وطن برس اونلاين :
أشار التقرير السنوي الذي نشره الاتحاد الدولي للصحفيين أن عام 2015 كان عاماً مريراً على الصحفيين، حيث قتل ما لا يقل عن 109 صحافي وإعلامي نتيجة هجمات مقصودة، او تفجيرات، او لوقوعهم وسط تبادل نيران أثناءعملهم.واصدر الاتحاد الدولي للصحفيين قائمة بأسماء 109 صحفيا واعلاميا قتلوا في 30 بلدا خلال عام 2015، بالاضافة الى اسماء ثلاثة اعلاميين قتلوا نتيجة حوادث او كوارث طبيعية. ولاحظ التقرير انحدارا صغيرا مقارنة بخسائر العام الماضي الذي شهد 118 عملية قتل و17 حادثاً.وقد تصدرت الأمريكتين هذا العام القائمة مع 27 قتيلا. و يأتي الشرق الأوسط في المرتبة الثانية للسنة الثانية على التوالي، مع 25 حالة وفاة. وتأتي آسيا والمحيط الهادئ في المرتبة الثالثة ، مع 21 قتيل وهذا انخفاض مقارنة بعدد قتلى العام الماضي نتيجة انخفاض كبير في أعمال العنف في باكستان. اما أفريقيا فتأتي في المركز الرابع مع 19 قتيلا، وتليها أوروبا مع 16قتيلا.
وقد تميز عام 2015، بزيادة الهجمات الإرهابية على الصحفيين. فقد دفع الصحفيون الفرنسيون ثمنا باهظا عندما اغتال الإرهابيون في باريس الصحفيين العامليين في المجلة الساخرة “شارلي ابدو” الفرنسية. وفي الولايات المتحدة، قتل موظف اثنين من زملائه السابقين يعملان ل “TV WDBJ” في ولاية فرجينيا أمام جمهور التلفزيون خلال البث المباشر.وقال جيم بوملحة، رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين:”أكرر مرة أخرى ندائي إلى أمين عام الأمم المتحدة “بان كي مون” ورؤساء وكالات الأمم المتحدة لفرض القوانين الدولية التي تحمي الصحفيين. لقد صدمت الهجمات التي حصلت في باريس العالم وأظهرت مأساة قتل الصحفيين في جميع أنحاء العالم،. إن الصحفيين هم المجموعة المهنية الوحيدة التي تدفع ثمنا باهظا لمجرد القيام بعملها. وللأسف، هناك العشرات من عمليات القتل التي لا نسمع عنها، فإذا لم يكن الصحفي معروفاً فإنه بالكاد يعرف الناس عن مقتله. وتتعرض الصحافة يوميا للخطر في مناطق كثيرة من العالم، حيث يستمر المتطرفون وأباطرة المخدرات والفصائل المتحاربة بقتل الصحفيين والإفلات من العقاب “.وقد سجل الاتحاد الدولي للصحفيين تصعيد للعنف في الشرق الأوسط، حيث يستهدف متطرفون الإعلاميين في العراق واليمن، وشهد ارتفاعاً في عمليات القتل والخطف، خصوصاً على الصحفيين المحليين الذين يغطون الاحداث في مدنهم ومجتمعاتهم والبلدانهم.واما في أمريكا اللاتينية، فكانت معظم عمليات القتل على أيدي أباطرة المخدرات الذين يعملون عبر الحدود، ولا سيما في المكسيك، حيث يدفع الصحفيون حياتهم ثمنا لتغطيتهم الاخبارية لقضايا مثل الفساد وتهريب المخدرات.اما في آسيا والمحيط الهادئ، فقد شهد الاتحاد الدولي للصحفيين تصاعد الاعتداءات تجاه العاملين الإعلاميين في الفلبين التي شهدت مقتل 7 صحفيين، وهي بذلك تكون أخطر البلدان في المنطقة. ويشعر الاتحاد الدولي للصحفيين بقلق إزاء حالات الإفلات من العقاب لقتلة الصحفيين في البلاد.وقال الاتحاد الدولي للصحفيين، الذي سوف ينشر في يناير كانون الثاني 2016 النسخة الخامسة والعشرين لتقريره الكامل عن الصحفيين والإعلاميين الذين يقتلون سنويا، ان زخم السنوات الأخيرة لتعزيز حماية وسائل الإعلام يجب أن تؤدي إلى اتخاذ خطوات حقيقية للحد من العنف الواقع على الإعلاميين. ويحث الاتحاد الأمم المتحدة الى اتخاذ تدابير ملموسة في إطار خطة العمل من أجل سلامة الصحفيين
واتخاذ موقف صارم ضد الإفلات من العقاب في الجرائم التي ترتكب ضد الصحفيين. وقد قاد الاتحاد هذا العام حملة عالمية استمرت لثلاثة أسابيع لمحاسبة الحكومات التي تفشل في التحقيق في الجرائم ضد الصحفيين، الأمر الذي يؤدي إلى انحسار حرية التعبير في جميع أنحاء العالم -2015،وكان الاتحاد الدولي أيضا واحد من المبادرين الرئيسيين في انشاء منصة الكترونية للمجلس الأوروبي لتعزيز حماية الصحافة وسلامة الصحفيين، وقد أصبحت هذه المنصة واحدة من المراصد الأكثر ثقة لتسجيل الانتهاكات بحق الصحفيين في جميع أنحاء أوروبا، بهدف تعزيز سلامتهم .وقال أنتوني بلانجي، أمين عام الاتحاد الدولي للصحفيين:” أظهرت تقارير الاتحاد الدولي للصحفيين بوضوح على مدى السنوات الـ 25 الماضية كيف اصبح الصحفيون والإعلاميون أهدافا سهلة بسبب الفشل في تنفيذ القوانين الوطنية والدولية التي من المفترض أن تحميهم. إن العنف الشديد الذي يستخدم ضد الإعلاميين هو بمثابة دعوة للاستيقاظ، وهي فرصة لاتخاذ إجراءات صارمة بخصوص فرض الأحكام القانونية.