كتبت : أشواق شلال الجابر / سدني
أستطاع العراقي أركان يوسف ، المقيم في سدني من تحدي عوقه وسنوات الغُربة القاسيّة في تحقيق حلمه المؤجل وامله بغدٍ يشّع بالنور على الرغم من فقدانه البصر مُنذُ خمسة وعشرين عاماً، هذا الفقدان المُرّ الذي ظل يلاحقه حتى في محل اقامته الجديدة استراليا ، ذلك البلد الجميل والخلاب والمتنوع ثقافياً وحضارياً، ويضعه بين خيارين لا ثالث لهما، اما الانعزال في البيت والرضوخ للوحدة وموتها البطيء، او البدء من جديد وغرس الحياة، علماً ان فكرة ايجاد عمل في مجاله لم يكن متاحاً ابداً، على الرغم من محاولاته مع عدة شركات ومقابلات كانت تعتذر له بحجة فقدان البصر ، لكنه لم ييأس واراد ان يُثبت للعالم بأن الإعاقة ليست قيداً، حتى نجح في الحصول على شهادة الماجستير في علم الرياضيات من جامعة سيدني للتكنولوجيا، لينفتح على الحياة مرة اخرى، ويُدخل النور الى عقله وفؤاده بارادةٍ حديديةٍ جعلت منه استاذاً متخصصاً بارقى جامعة استرالية على مستوى العالم، علماً ان السيّد أركان عمل ولسنوات طويلة في العمل التطوعي لتدريس مادته المفضلة، واصفاً تجربتهُ في العمل التطوعي بانها منيزة وان قيمة التطوع انسانية بالدرجة الاولى لانه عمل خير لكل الناس، واللافت انسانياً بهذا الرجل الطموح الذي شارف على دخول عقده الستين وهو محملاً بكل هذه الانجازات، وهو يتمنى ان يحظى ذوي الاحتياجات الخاصة بكل مكان بفرصتهم ويتم استثمار مهاراتهم المجمدة، كما انهُ يوجه نصيحة للشباب بالاعتماد على النفس وخلق الطموح والارادة لتحقيق الذات.