بطلب من فرنسا ، عقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا طارئا لبحث التطورات في لبنان، بعد حملة القصف الإسرائيلي الأكثر كثافة منذ تشرين الأول/أكتوبر، ودعا الأمين العام للأمم المتحدة جميع الأطراف إلى وقف القتل والدمار وتخفيف حدة الخطاب والتهديدات، والتراجع عن حافة الهاوية.
وأفاد بأنه منذ تشرين الأول/أكتوبر، فر ما يقرب من 200 ألف شخص داخل لبنان وأكثر من 60 ألف شخص من شمال إسرائيل من منازلهم. وقال إن العديد من الأرواح فقدت، مضيفا أنه “يجب أن يتوقف كل هذا. لابد أن تتمكن مجتمعات شمال إسرائيل وجنوب لبنان من العودة إلى منازلها، والعيش في أمان وأمن، دون خوف”.
وأشار إلى تكثف الجهود الدبلوماسية لتحقيق وقف مؤقت لإطلاق النار، مما يسمح بإيصال المساعدات الإنسانية وتمهيد الطريق لاستئناف سلام أكثر ديمومة، مؤكدا دعم الأمم المتحدة لتلك الجهود بشكل كامل
وأكد أمين عام الأمم المتحدة أنه على الرغم من الظروف الخطيرة، فإن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان لا تزال في مواقعها. وناشد الأمين العام مجلس الأمن العمل على المساعدة في “إخماد هذه النيران”. ودعا جميع الأطراف إلى “تجنب حرب شاملة بأي ثمن، فمن المؤكد أنها ستكون كارثة شاملة”.
وقال: “إن شعبي لبنان وإسرائيل وشعوب العالم لا يستطيعون تحمل أن يصبح لبنان، غزة أخرى”.
وإلى جانب أعضاء المجلس الخمسة عشر، من المقرر أن تتحدث دول أخرى من بينها لبنان وإسرائيل وإيران وسوريا.
من جانبه اكد رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي: ” إن إسرائيل “تنتهك وتستبيح” سيادة بلاده عبر إطلاق طائرات ومسيرات في سمائها “وقتل المدنيين شبابا ونساء وأطفالا وتدمير المنازل وإرغام العائلات على النزوح في ظل ظروف إنسانية قاسية وبث الترهيب والرعب في نفوس المواطنين اللبنانيين “على مرأى من العالم كله دون أن يرف لهم جفن”.
وأشار إلى أن بلاده وقعت “ضحية عدوان إلكتروني سيبراني جوي بحري قد يتحول إلى عدوان بري بل إلى مسرح لحرب إقليمية واسعة”. وأعرب عن أمله في العودة إلى لبنان متسلحا بموقف مجلس الأمن الصريح الداعي لوقف هذا العدوان واحترام سيادة بلده وسلامته.
وأوضح نجيب ميقاتي أن “ما نشهده اليوم هو تصعيد غير مسبوق، قائلا “إن المعتدي يزعم أنه لا يستهدف إلا المسلحين والسلاح، ولكني أؤكد لكم أن مستشفيات لبنان تعج بالجرحى المدنيين وبينهم العشرات من النساء والأطفال”.
ثم تساءل قائلا: “من يضمن عدم حصول هكذا اعتداءات على دول أخرى إذا لم تتخذ إجراءات رادعة وعقابية حاسمة بحق المعتدي؟ من يكفل لنا كدولة لبنانية أو أي دولة أخرى سلامة غذائها ومائها أو أي مواد تدخل أراضيها من أي ضرر؟”
وأضاف رئيس الوزراء اللبناني أن هذا الوضع ليس جديدا على بلاده، فلبنان، حسبما قال، مر بفترات طويلة من التوترات والاعتداءات التي كانت تهدد استقراره وسلامة مواطنيه. لكنه أكد أن “لبنان يبقى عصيا على كل التحديات واللبنانيون يواجهون بشجاعة كل الاعتداءات على كل حبة من تراب الوطن”.
وأضاف قائلا: “وجودي هنا ليس لتقديم شكوى فقط ولا لتقديم عرض مفصل عن عدد الشهداء والجرحى والدمار الذي هجر البشر ودمر الحجر فذلك مثبت للرأي العام العالمي بالصوت والصورة، وإنما وجودي هنا للخروج من هذه الجلسة بحل جدي يقوم على تضافر جهود جميع أعضاء المجلس الأمن للضغط على إسرائيل لوقف فوري لإطلاق النار على كل الجبهات وعودة الأمن والاستقرار لمنطقتنا”.