اهتمت الصحف العراقية الصادرة في بغداد صباح اليوم السبت ، التاسع من نيسان ابريل ، بذكرى دخول القوات الامريكية الى بغداد عام 2003 وما خلفه الغزو الامريكي في العراق .
صحيفة / الزمان / قالت بهذا الخصوص :” يستذكر العراقيون اليوم السبت ، ما خلفه غزو الولايات المتحدة للبلاد عــقب اجتياح بغداد عام 2003 وما تلاه من فضيحة ارتكبتها قواتها في سجني بوكا وابي غريب ،والمجزرة التي اقدمت عليها شركة بلاك ووتر الامريكية في ساحة النسور ، ما زالت عالقة في الذاكرة الانسانية بعد مضي 19 عاما “.
ونقلت عن اللواء المتقاعد عماد علو قوله :” يبدو ان الاهداف التي جاءت بها واشنطن الى العراق قبل 19 عاما ،بحثا عن اسلحة الدمار الشامل ، فشلت في ايجادها بحسب ما اعلن مسؤولون كبار انها كانت معلومات مضللة “.
واضاف علو :” اما التجربة الديمقراطية التي كانت الولايات المتحدة تتغنى بها في العراق، فقد انعكست سلبا على المجتمع ومزقت النسيج الاجتماعي وادت الى استخدام الصراع السياسي للاستحواذ على السلطة”.
واكد :” ان واشنطن لم تتمكن من اعادة العراق الى وضعه الاقليمي والدولي ،فما تزال تبعات قرارات الفصل السابع لمجلس الامن الدولي ، على علاقات العراق الاقليمية والدولية ،حيث فشلت امريكا بجعل العراق الديمقراطي مثالا يحتذى به في الشرق الاوسط\\\”، مشيرا الى :” ان القرار السيادي غير حاضر في المصلحة العليا ،وهناك تهديد مستمر وانتهاكات وقصف تركي وايراني للبلاد التي يراها الاخرون دولة ضعيفة غير قادرة على منع التدخلات بشؤونها “.
وبين علو :” ان العراقيين يستذكرون في مثل هذا اليوم ،السلوك الذي برز بشكل واضح والناجم عن انتهاكات بلاك ووتر في ساحة النسور ،كما لم يستطيعوا نسيان الفضائح التي ارتكبها الجنود الامريكان في سجني بوكا وابي غريب وغيرها من الجرائم التي كان ابرزها اغتيال نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي ابو مهدي المهندس وقائد فيلق القدس الايراني قاسم سليماني قرب مطار بغداد”.
اما صحيفة / الصباح / التي تصدر عن شبكة الاعلام العراقي ، فقد قالت :” يفترض أن تشهد مدن العراق اليوم السبت 9 نيسان، مظاهر احتفاليَّة لمناسبة هي بمثابة العيد الأكبر للعراقيين المظلومين والشرفاء، إذ تحلّ الذكرى الـ19 لسقوط صنم الطاغية المقبور صدام وتحررهم من النظام الإجرامي الذي زرع البلاد بالموت والظلم والدمار، بغض النظر عن تفسير هذا اليوم وما رافقه من احتلال بغيض، إلا أنَّ المتابع لا يشاهد أي مظهر فرح أو احتفال”.
ونقلت عن الباحث والمحلل السياسي الدكتور حيدر سلمان قوله :” ان النظام في العراق بعد عام 2003 هو نتاج إسقاط النظام السابق بفعل عسكري خارجي من الولايات المتحدة وحلفائها بدون تفويض دولي، ما أنتج منظومة هجينة بثوب وشكل خارجي ديمقراطي انتخابي ولكنه بقلب فوضوي والقائمون على النظام نفسه يقرون بذلك”.
وأضاف أنَّ “الضعف الذي أصاب العراق بعد التغيير غيبه عن دوره الخارجي بشكل لافت حتى أصبح دولة هامشية، فحين لا تتمكن من السيطرة على الداخل لا يمكنك المشاركة والتأثير بالخارج بأي حال من الأحوال”.
وتابع أنه “باعتراف الأحزاب المشاركة في السلطة نفسها، كانوا جزءاً من التدهور للبلد المنتج للنفط وهو أهم ثروات العالم في مرحلته الحالية، ولا يستطيع المواطن أن يرى أثر الثروة على أرض الواقع وأبرز ما يراه صراعات ومضاربات وتحالفات لا تجلب للبلاد إلا المزيد من التدهور، بينما يبدو أنَّ العراق يتجه نحو المزيد من الصراعات والخلافات أبعد ما تكون فيه صور الديمقراطية التي هي الشعرة الهشة أو الطريق الضيق تماماً إلى الفوضى”.