أربيل / جبار بچاي

أنهى عشرون صحفياً من محافظات وسط وجنوب العراق ورشة عمل حول تعزيز الوعي بين الصحفيين العراقيين بقضايا وتحديات التنوع والنوع الاجتماعي وتمكينهم من الكتابة عنها ، ونظم الورشة مركز دعم وتطوير صحافة التنوع         (   CDDJ  ) في مؤسسة مسارات للتنمية الثقافية والاعلامية (  MCMD )  وبدعم من منظمة دعم الاعلام الدولي  (    IMS  ) .

واقيمت الورشة في محافظة أربيل لمدة أربعة أيام ، تخللتها زيارة ميدانية الى معبد لالش في قضاء الشيخان نحو (60 كم ) شمالي الموصل، و(50 كم ) شرقي مدينة دهوك ، وهو المعبد الوحيد للديانة الايزيديية في العالم ، ويقع فيه قبر الشيخ عدي بن مسافر المقدس لدى أتباع الديانة الايزيدية .

تضمن برنامج  اليوم الأول من الورشة تعارف بين المشاركين ثم قدمت الدكتورة آمنة الذهبي تعريف بمؤسسة مسارات والمؤسسة الداعمة ، ثم معايير الورشة وتعريف بالمشروع وخطة ما بعد التدريب والاطار المفاهيمي للكراهيات ، ثم تدريب عملي للمشاركين بعدها عرض نتائج المجاميع .

بينما كان برنامج اليوم الثاني مكتنزاً بالمعلومات حول الأقليات في العراق ، إذ قدم المنسق العام للمؤسسة الدكتور سعد سلوم سلسلة محاضرات قيمة أفادت المشاركين في الورشة في وقت ذكر الكثير منهم أنه تلك المعلومات  كانت غائبة عنه وأن الورشة ستمكنه من متابعة قضايا وتحديات التنوع والنوع الاجتماعي في العراق وتمكنهم من الكتابة عنها.

وتناول سلوم في محاضراته خارطة التنوع الديني والأثني في العراق ، الصور النمطية ودور الاعلام في مواجهتها ونماذج قيادية من نساء الايزيديات ، ثم تحدث عن الاطار الوطني لحقوق الاقليات ، وعرج الى التنوع والمواطنة الحاضنة للتنوع ثم تدريب عملي للمواضيع المقترحة من قبل المشاركين في الورشة 

وركزت الورشة في يومها الرابع على الجانب العملي من خلال البحث في حقوق الاقليات وتمثيلهم ومشاركتهم في حكومة إقليم كوردستان وذلك بعد زيارة نظمتها المؤسسة الى هيئة حقوق الانسان في أقليم كوردستان واللقاء مع رئيس الهيئة الدكتورة منى ياقو التي قدمت بداية الأمر تعريفاً بالهيئة وأهدافها وبرامجها ونشاطها في مجال حقوق الانسان ، كما أجابت على أسئلة الصحفيين المشاركين في الورشة والتي تناولت عدة جوانب وقضايا تتعلق بحقوق الإنسان في الاقليم بشكل عام وحقوق الأقليات الموجودة بشكل خاص وفي مقدمة ذلك حقوق الايزيديين الذين واجهوا إبادة على أيدى تنظيم داعش الارهابي فتعرضوا للقتل والتهجير والاختطاف خاصة النساء الايزيديات .

وفي الجانب العملي الآخر نظمت المؤسسة  جلسة حوار للمشاركين في الورشة مع مدير عام الشؤون الايزيدية في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في الإقليم السيد خيري بوزان ، الذي أجاب بدوره على سلسلة الاسئلة التي قدمها المشاركون في الورشة معتمدا في أغلب حديثه على لغة الارقام.

ولم تخل الورشة من الجانب والترفيهي والسياحي، إذ حرصت مؤسسة مسارات على تنظيم جولة سياحية للمشاركين الى بعض المناطق السياحية والترفيهية في الإقليم وسبق ذلك القيام بزيارة معبد لالش ، تعرف خلالها الصحفيون على طبيعة المبعد وتكوينه وبعده التاريخي والاجزاء التي يتكون منها وطبيعة الطقوس التي تمارس فيه من قبل أبناء الديانة الايزيدية.

واعتبر مسؤول إعلام المعبد لقمان سليمان زيادة صحفيين من مختلف محافظات العراق الى معبد لالش تمثل مكسباً كبيراً لهم وللأيزيديين معاً، فهي تضع كل طرف في الصورة التي كانت تنقصه عن الآخر في وقت نحن نعيش معا في بلد واحد وهناك بعض القواسم المشتركة بيننا أولها المواطنة والانتماء الى وحدة العراق.

وحرص الصحفيون المشاركين في الورشة في أثناء زيارتهم للمعبد على توثيق الكثير من جوانبه ومدلولاته المكانية والزمانية وتلك التي تتعلق بالميثولوجيا الايزيدية عبر سلسلة من اللقاءات أجروها مع الأشخاص الموجودين في المعبد بما يمكنهم من إعداد قصص صحفية مكتوبة أو مرئية حول المعبد وحقوق الأقليات خاصة الناجيات الايزيديات ممن وقعن عام 2014 في قبضة تنظيم داعش الارهابي وذلك ضمن مقررات الورشة التي أتاحت للمتدربين حرية اختيار الموضوعات وطريقة تناولها .

وتأتي الورشة التي وفرت للمشاركين فيها تدريبا متقدما عن التنوع والنوع الاجتماعي ضمن مشروع لتعريف الصحفيين العراقيين بالتنوع الديني والأثني وكيفية مواجهة خطابات الكراهية والتصدي لها.

وكانت  مؤسسة مسارات قد أطلقت في العام الماضي مركزاً خاصا لدعم وتطوير صحافة التنوع في العراق، وأجرت سلسلة ورش تدريبية ضمن مشروعها مع منظمة دعم الاعلام الدولي IMS لغرض خلق صحافة مهنية ساندة للتنوع والنوع الإجتماعي ، كما أشرفت على تدريب 250 صحفي وصحفية من مختلف المحافظات منحوا بعد  انتهاء الورش التي شاركوا فيها شهادة تؤهل المتدرب للكتابة في الوكالة الاعلامية الخاصة “نيوز اند بوست” التي اطلقها المركز مؤخرا.