بقلم هاني الترك
نادراً ما أكتب في عمودي الأسبوعي عن السياسة الأسترالية.. ولكن مع بلوغ الوضع الوبائي في نيو ساوث ويلز بالذات إلى درجة خطيرة، لا بُدّ لي من التعرض إلى: على مَنْ تقع المسؤولية.. وما هو المطلوب عمله.. وأكتب من قاعدة أنني لستُ في انتمائي السياسي عمالياً أو أحرارياً.. ولكن قول الحقيقة للنشر للمصلحة العامة ليس إلا.
بادئ ذي بدء يجب ذكر أنه منذ ظهور كورونا في استراليا.. وقبل تفشيه لم ترسم الحكومة الفيدرالية وحكومة الولاية خطة وطنية لمجابهته حتى لا يتفشى.. وانحصرت سياستهما في ردة الفعل باتخاذ إجراءات مؤقتة.. حتى أن الحكومة الفيدرالية لم تحصل على المصل بما يكفي لسدّ الحاجة وقت الاحتياج.. بالتالي وقعنا في المأزق الحالي.
والأدهى من ذلك فقد قوّض رئيس الوزراء سكوت موريسون من فاعلية المصل أسترازينكا.. استناداً إلى أنه يسبب جلطة دموية.. وخصوصاً الذين تتراوح أعمارهم أقل من ستين عاماً.. وبعدها غيَّر ذلك إلى أقل من أربعين عاماً.. وعاد غيَّر ذلك إلى ما فوق الـ 18 عاماً.. مع نصيحته استشارة طبيب العائلة قبل التطعيم به.
وكذلك فإن رئيسة حكومة ولاية نيو ساوث ويلز غلاديس برجيكليان لم تخطط لمجابهته قبل الحصول على المصل.. وقد تفشى الوباء وانتشر.. وفرضت قيوداً مشددةً على تحركات السكان.. وربما تمتد القيود لعدة أشهر.. وقد طلبت برجيكليان من الولايات الأخرى منحها بعض من جرعات كورونا ولكن الولايات رفضت.
وقال موريسون مؤخراً أنه يهدف الآن إلى خطة فتح الولايات عندما تصبح نسبة التطعيم 80 في المئة من الشعب.. وبالرغم من أن هذه الخطة بعيدة المنال.. لعدم وجود ما يكفي من أمصال.. فإن عدداً معتبراً من الشعب لا يوافق ولا يريد التطعيم باللقاح.
فإن فيروس كورونا قد تحور إلى 11 شكلاً.. ومنها دلتا الذي تفشى في الولاية.. وهناك احتمال أن يتحور إلى أشكال أخرى وهذا التحور قد يكون قاتلاً.. فإن كورونا كائن حي داخل الرئتين، ويتكاثر فيها بسرعة وينتقل بسرعة شديدة.. لهذا يجب السباق مع الزمن والتطعيم والطريقة الوحيدة الآمنة مع الإغلاق للنصر في المعركة ضده.
لهذا يجب تغيير بعض القيود بالسماح للذين تطعموا بالمصل كاملاً الخروج من المنزل لأنهم لن ينقلوا العدوى لأنهم محصنون ضده.
ويجب تشجيع الناس على تلقي المصل ضد فيروس دلتا.. حتى أن الزعيم العمالي انتوني ألبانيزي قد تعهد بأن كل شخص يتلقى المصل سوف يُمنح مكافأة قدرها 300 دولار.
إضافة إلى ذلك ينبغي تطعيم كل سكان سيدني وليس التركيز على مناطق معينة فقط مثل سيدني الكبرى.. لأن الفيروس دلتا خطير جداً وينتقل بسرعة كبيرة والكثير من العاملين في مناطق سيدني الكبرى يعملون خارجها.
أما بالنسبة للجالية العربية التي ننتمي إليها.. فأقول إننا للأسف الكبير لم نتقيد بالقيود المفروضة في الإغلاق مما رفع في عدد الإصابات بين صفوفها.. مما تطلب إحضار جنود من جيش الدفاع لمراقبة التحركات والإشراف والمساعدة لعناصر الشرطة للقيام بواجباتهم.. وهذه ليست عنصرية، ولكن يجب أن نتحمل المسؤولية.. فالعملية هي حياة أو موت.. لذلك يجب أن نُقبلَ على التطعيم.. ثم التطعيم.. فهو الطريق الوحيد نحو الحرية مع الامتثال في قواعد القيود من الفيروس حتى هزيمته.
فيجب أن لا نهتم بنظرية المؤامرة.. وأخذ النصيحة من مصدرها العلمي الطبي الصحيح.
لقد أثر الإغلاق في نيو ساوث ويلز على اقتصاد استراليا.. فالبلاد أصبحت في كساد اقتصادي.. لأن اقتصاد نيو ساوث ويلز يمثل ثلث الاقتصاد الأسترالي.. فتخسر نيو ساوث ويلز كل أسبوع 1.3 مليار دولار بسبب الإغلاق.. وبلغت الديون العامة تريليون دولار.
وقد أثبتت ظاهرة تفشي دلتا أن موريسون وبرجيكليان ليسا قادة كفؤين.. فإن القادة الكفؤين هم الذين يجابهون ويتخذون الخطوات اللازمة قبل توقع حدوث الأزمات.. ويجب معاقبة موريسون وبرجيكليان وقت الانتخابات لأن الحساب يكون وقت الحساب في مراكز الاقتراع وغداً لناظره قريب.
جريدة التلغراف