أعلنت وزيرة الخارجية الاسترالية ماريز باين ” … أنّ السلطات الصينيّة ابلغتها باعتقال الصحفية الاسترالية تشنغ لي التي كانت محتجزة دون أيّ تبرير منذ آب/ أغسطس الماضي “. وتابعت باين في بيان “السلطات الصينيّة قالت إنّ تشنغ اعتُقِلت للاشتباه في أنّها قدّمت، في شكل غير قانوني، أسرار الدولة في الخارج”.
وكانت تشنغ وجها معروفا على الشاشة عبر محطة “سي جي تي إن” الناطقة بالانكليزية، إذ أجرت مقابلات مع روّاد أعمال في كلّ أنحاء العالم. ولدت تشنغ في مقاطعة هونان الصينية وهاجرت إلى أستراليا عندما كانت طفلة قبل أن تعود إلى الصين لتعمل في شبكة البث الرسمية عام 2012.
وستواجه تشنغ عقوبة مشددة في حال ثبتت عليها تهمة انتهاك قانون الأمن القومي الصيني. وقالت قريبتها لويزا وين لشبكة “أيه بي سي” إن العائلة “لم تفهم شيئا عن القضية”. وأضافت أن ابنة تشنغ البالغة 11 عاما وابنها (تسع سنوات) “لا يفهمان الوضع تماما”، مضيفة أن الوضع “صعب بالنسبة للطفلين اللذين يتساءلان عما يحصل”.وجاء اعتقال تشنغ في ظل تدهور العلاقات بين بكين وكانبيرا. وأثار توقيت اعتقالها وغياب المعلومات بشأن التهم الموجهة إليها شكوكا بأن الخطوة مدفوعة سياسيا وانتقامية.
وتدهورت العلاقات الدبلوماسيّة في شكل ملحوظ بداية 2020 بعد الدعوة التي أطلقتها كانبرا لإجراء تحقيق دولي حول منشأ فيروس كورونا الذي رُصِد أوّل مرّة في ووهان الصينيّة. كما تقول أستراليا إنّ لبكين نفوذاً متزايداً في منطقة آسيا والمحيط الهادئ وتأخذ عليها ما تعتبر أنّه تدخّل في الشؤون الأستراليّة.
واتّخذت الصين مجموعة إجراءات اقتصادية انتقاميّة طالت أكثر من عشرة منتجات أستراليّة، بما في ذلك الشعير ولحم البقر والنبيذ والفحم.
وقالت باين إنّ دبلوماسيّين أستراليّين زارا المذيعة ستّ مرات منذ توقيفها، وكانت آخر مرّة في 27 كانون الثاني/ يناير. وأضافت “الحكومة الأستراليّة عبّرت مراراً، على أعلى المستويات، عن مخاوفها الجدّية بشأن احتجاز تشنغ (…)”.وتشنغ ثاني مواطنة أستراليّة بارزة تحتجزها الصين بعد اعتقال الكاتب يانغ هينغجون في كانون الثاني/ يناير 2019 للاشتباه في قيامه بالتجسّس.