جبار بچاي
يأمل عبد الامير سالم ، ” أبو وصفي ” ذو الـ 82 عاماً بتحقيق أرقام جديدة في رياضة السباحة ليس على الصعيد المحلي بل دولياً ، فالرجل الذي دخل العقد الثامن ويطلق عليه شيخ السباحين لازال يتمتع بصحة جيدة وروح رياضية عالية وقدرة عجيبة على السباحة في الشط في عز الشتاء وفي أكثر ايامه برودة وانه لا يفرق بين أيام الشتاء الباردة وحر الصيف.
يقضي أبو وصفي وهو من أهالي قضاء الحي بمحافظة واسط نحو ثلاث ساعات يومياً في النهر في أشد الأيام برودة ؛ بينما في الصيف اللاهب يقضي نصف هذا الوقت وأحياناً لا يكترث للسباحة رغم أنها هوايته المفضلة منذ ريعان الشباب.
يقول سالم ” السباحة هاجس يثور في داخلي كل حين ، فهي هوايتي المفضلة التي أحببتها منذ ريعان الشباب ولم أتركها حتى ولو ليوم واحد كل هذه السنوات إلاّ إذا كانت هناك بعض الظروف القاهرة .”
ويضيف ” أكثر ما يستهويني هو نهر دجلة والغراف والسباحة في الشتاء لها نكهة عندي أكثر من السباحة صيفاً رغم البرودة في الشتاء والحرارة صيفاً، لن أخشى البرد وفي هذه الايام الباردة أقضي يومياً مابين ساعة الى ثلاث ساعات سباحة في نهر الغراف الذي تعودت عليه وألفت عمق كل نقطة فيها وكم هي المسافة بين ضفتيه ، كم تحتاج من الوقت للعبور وكم مرة أضرب الكف بالماء كي أصل من هذا الجانب الى الجانب الآخر.”
ويؤكد أبو وصفي انه ” رغم دخوله العام 82 من العمر فهو لازال بذات الحيوية والنشاط ، يمارس هوايته المفضلة وفي بعض الأيام خاصة اذا كانت باردة يقطع مسافة قد تصل الى أكثر من 10 كيلو مترات سباحة مستمرة دون أن يشعر بالتعب أو الملل ولا حتى البرد.”
الكُنية التي تطلق عليه من قبل الأوساط الرياضية والشعبية في محافظة واسط ” شيخ السباحين ” جعلت أبو وصفي يتحدى السباحين الشباب في مجاراته وهو يأمل بتحقيق أرقام قياسية في رياضة السباحة ليس على المستوى الوطني بل دولياً، لكنه يشكو في ذات الوقت قلة الدعم والاهتمام بالرياضين الهواة والرواد والكبار ممن لا زلوا بذات العطاء وهم يعتمدون على انفسهم وينفقون من مالهم الخاص للمضي في رياضتهم المفضلة.”
الرجل العائد مؤخراً من الولايات المتحدة بعد أن استقر به الحال في مدينته وملعب صباه وأيام طفولته ، مدينة الحي يسعى لتأسيس نادٍ رياضي للسباحة ليمارس فيه هوايته بشكل يومي، وبدأ فعلا بهذه الخطوات بطريقته الخاصة وكل شيء على حسابه وصار معه العشرات من السباحين بفئات عمرية مختلفة ، ناشئين وشباب وكبار مثله وجدوا فيه مثالاً للمثابرة والتحدي ، خاصة تحدي الظروف الجوية وأيام الشتاء الباردة رغم الصعوبات التي تواجههم بذلك.”
لم يكتف شيخ السباحين بممارسة هوايته فحسب ، بل ما أن ينهي جولة السباحة أو الوقت المحدد لها يرتدي ملابس الرياضة ويمارس رياضة ركوب الدراجات الهوائية مع أعضاء فريقه للقيام بجولة تمتد مابين نصف ساعة الى ساعة كاملة وأحياناً أكثر من ذلك الوقت دون توقف ليتجه بعد ذلك الى إحدى القاعات الخاصة برياضة بناء الاجسام ويمارس رفع الاثقال الحديدية لبناء الجسم والحفاظ على قدرته البنية ويقول ” هنا أجسد مقولة العقل السليم في الجسم السليم ” لذلك تجدني على هذه الحالة يومياً غير مبالٍ ببرد الشتاء وأكثر ما يزيدني إصراراً على السباحة انخفاض درجات البرودة رغم أن ذلك يؤثر أو يحول دون ممارسة أعضاء فريقي لهذه الهواية فالكثير منهم في بداية الطريق لكنهم سيتعودون على السباحة شتاءً في النهر ويكون له شأن واضح في المستقبل لاسيما في حال توفرت لهم الظروف المناسبة والدعم من قبل المؤسسات الرياضية وأن كان ذلك الدعم معنوي لا أكثر.