متابعة – وطن برس اونلاين:
ترصد رواية ( أبطال الخيبة ) للشاعر العراقي المغترب أحمد هاشم مسيرة حياة شاب عراقي غادر العراق بعد الانتفاضة الشعبانية التي قامت في عدد من المدن العراقية بعد انسحاب الجيش العراقي من الكويت في العام 1991 محملاً بالطموح والأحلام، ولكن مع الخيبة الأولى بعد حجزه في مخيم رفحا للاجئين بصحراء قاحلة في المملكة العربية السعودية لفترة تتجاوز الخمسة أعوام؛ تبدأ ملامحه وأحلامه تتغير تدريجيًا بفعل ما يفرضه الواقع وطبيعة الحياة في الصحراء التي لا يمكن له تغيير بوصلتها.
تبدأ أحداث الرواية مع وصول الراوي إلى مطارمدينة ملبورن الاسترالية ، ليبدأ في اجترار أحداث الرحلة، وينسل بأسلوب فني شيق ساردًا بعض ما جرى في مخيم اللاجئين الذي قضى وطرًا من حياته به والذي ترك آثاره واضحة عليه وعلى مستقبله نفسيًا واجتماعيًا. يختصر تلك الأحداث بفصلين متخمين بالحركة والمفاجآت والمفارقات التي لا تخلو من سخرية القدر، رغم بؤس الأحداث في مخيم بالصحراء يضم أكثر من أربعين ألف عراقي.
ويكتفي الراوي في هذه المرحلة بوسم الجميع بصفة (لاجئ) دون ذكر أسماء شخوصه؛ وكأنما لاجئ هي العلامة المميزة للجميع. مع الوصول إلى أستراليا، والخروج من قيد اللجوء الذي كان يقيد الجميع، يبدأ الراوي بتدوين حياته بتقلباتها وانكساراتها، بأفراحها وأتراحها، عارضًا بانسيابية ما تحويه المنافي البعيدة من نماذج عربية بما فيها أبناء جلدته وأبطال خيبته الذين شاركوه طعم مخيم اللجوء في الصحراء، وكأن الخيبة لا تقتصر عليه وعلى رفاقه فقط، بل تتسع لتشمل العديد من النماذج العربية في المنفى. لنكتشف في النهاية أن الرواية بلا بطل، إذ أن كل من شخوصها بطل بذاته؛ يحيا بالطريقة التي يريد، بالرغم من أن الواقع فرض عليهم بطريقة أو بأخرى؛ ما آلوا إليه. ويبدو أن أحمد هاشم في روايته ( أبطال الخيبة ) التي صدرت عن مؤسسة شمس للنشر والاعلام في القاهرة موخراً، لم يستطع الفرار من تجربته الذاتية، إذ انزاح كثيرًا؛ بوعي أو بلا وعي؛ نحو تدوين أوراق حياته الخاصة. فجاءت الرواية في نهايتها؛ رغم أنها مكتفية بذاتها؛ منفتحة على تدوينات سردية أخرى قادمة .
يذكر ان هذه هي الرواية الأولى للشاعر المولود في بغداد في العام 1969 والمقيم حالياًِ في مدينة ملبورن الاسترالية ، بعد ثلاث مجموعات شعرية باللغة العربية ومجموعتين باللغة الإنجليزية.